السياحة الشتويَّة عاملُ جذبٍ مهمٍ في أربيل

ريبورتاج 2023/01/31
...

 اربيل :خالد ابراهيم 

تشتهر مدن ومحافظات اقليم كردستان، بمناطقها السياحية ومدنها الجميلة، فضلا عن  مناخها ومناظرها الخلابة، لا سيما محافظة أربيل، ففيها المصايف المختلفة و الأماكن السياحية، التي يقصدها السياح شتاء، وللحديث عن هذا الموضوع التقينا الأكاديمي في كلية الآداب بقسم الاعلام في جامعة صلاح الدين الدكتور هوشيار مظفر علي، والذي تحدث قائلا:

لقد كانت تجربة خليجي 25 الأخيرة في البصرة بمثابة عامل جذب لمختلف الجنسيات العربية، فضلا عن أنها ابهرت دول الخليج العربي، بما هو موجود من كرم وطيبة عند كل العراقيين من البصرة إلى دهوك، وزاخو واربيل وسليمانية وحلبجة وكل مدن العراق، وهذا دليل على أن الموجودين في أرض العراق وفي كل محافظاته ومنهم سكان اقليم كردستان، وتحديدا اربيل باعتبارها عاصمة اقليم كردستان ترحب بالزوار والسياح، ويلفت علي إلى أنه في عام 2014 تم اختيار اربيل العاصمة السياحية في العراق، وهذا بفضل ما تقوم به الجهات المختصة في الإقليم من اهتمام بالبنى التحتية، والطرق والمواصلات والفنادق ومراكز الترفيه والمناطق السياحية بشكل عام، ولا يزال التطوير والبناء مستمرا.

ويبيّن علي أنه سيجري تعاوناً مع شركات عالمية مختلفة، من بينها لبنانية وتركية بهدف تطوير البنى التحتية السياحية، خصوصا أن اربيل تتمتع بخصوصية معينة، اذ باستطاعة الزائر أن يزورها في الشتاء ايضا،، ويعتقد علي أنه لولا الازمات الاقتصادية التي يمر بها الاقليم، وفي بعض الاحيان الاشكاليات مع الحكومة الاتحادية، لكان من الممكن خلال هذه السنوات العشر أن يزدهر قطاع السياحة، وبالذات الشتوية، وأن تصل إلى مستويات مهمة تضاهي ما موجود في الشرق الاوسط.


قطاعات متنوعة 

ومن وجهة نظر الدكتور هوشيار مظفر علي، فإن حكومة الاقليم تولي اهتماما بقطاع السياحة بشكل كبير جدا، كي لا يكون اعتماد اقتصاد الاقليم على النفط فقط، بل أن يكون هناك تنوع في مصادر الواردات، فحينما يكون الاعتماد على تصدير النفط لوحده سيكون اقتصاداً ضعيفا، لذلك توجهت الجهات ذات العلاقة إلى الاعتماد على القطاع الزراعي ايضا، فضلا عن تشجيع بعض الصناعات الموجودة في أربيل مثل صناعة السجاد والاقمشة والصناعات اليدوية، إلى جانب تصدير الرمان وغيرها من المحاصيل، فهنالك توجه كبير في تنويع الواردات، وذلك لمواجهة الازمات عند حدوثها ومنها هبوط أسعار النفط اي بمعنى ألا يكون الاقتصاد غير متكامل، وهذا ما نراه في دول الخليج التي دأبت على زيادة استثماراتها وتنوع وارداتها، ولهذا جرى في الاقليم ايلاء قطاع السياحة الشتوية اهتماما، كي يكون مصدرا اقتصاديا كبيرا 

ومهما.

ويتسم العراقيون اجمع بصفة الكرم، وبهذا الصدد اضاف علي أنه  في الحقيقة يعرف اهالي اقليم كردستان ومدينة اربيل على وجه الخصوص، بالكرم والطيبة، وحتى في أيام المعارضة العراقية انذاك ورغم قلة الامكانيات والظروف الصعبة والحصار الموجود على الاقليم، ولكن الشعب الكردي الصامد بعفويته وكرمه المعهود كان يتسع صدره لكل الملاحقين من قبل النظام السابق، الذين جاؤوا إلى الاقليم، وفي اربيل تعامل اهلها مع الجميع بحب واخوية، وبرز هذا ايضا لدى هجوم عصابات داعش الارهابية على بعض المحافظات، وحملات التهجير التي حدثت، اذ استقبل اهالي الاقليم الأسر برحابة صدر، وكما نقول في اللغة الدارجة أصبحوا لهم (عين غطا وعين فراش)، ويصف علي بيوت الاقليم في ذلك الوقت بالمفتوحة، بل قدموا لهم المساعدات والعون، وكان التعامل برقي وبكل انسانية، والعديد من اهالي المحافظات الاخرى سكنوا واستقروا في اقليم كردستان، وغالبيتهم لا يريدون العودة إلى محافظاتهم اليوم، حتى بعد استقرار مناطقهم لما وجدوه ولمسوه من طيبة وتعامل انساني.


إقبالٌ كبير

بحسب اخر الاحصائيات فإن هناك عدداً كبيراً من الوفود السياحية التي تصل اسبوعيا، إلى مناطق ومدن الاقليم بقصد زيارة الثلوج والاستمتاع بالرياضات الشتوية، وعلى الرغم من درجات الحرارة المتدنية، الا أن الأسر تستمر بالتوافد على الاقليم، خصوصا في المناطق الجبلية الشاهقة. 

وفي السياق نفسه تحدث رئيس قسم الاعلام في جامعة بابل الدكتور كامل القيم والذي تحدث لنا قائلا:

"سرورنا كبير ونحن نرى هذا الازدهار  في اقليم كردستان، لا سيما محافظة اربيل التي تستقطب الكثيرين كما أنها أصبحت مصدر جذب دولي وليس محلي فقط، كما نرى اليوم الاقليم وهو يزهو، وتتسع فيه حملات البناء وعملية صناعة الجمال في المدن، والسياحة على وجه الخصوص، كما أن اربيل اصبحت اليوم بمثابة قبلة كبيرة لـ اللقاء الدولي والاخاء العربي والوطني.

ويشير كامل إلى أن وجود الفنادق والمنتجعات السياحية عزز السياحة الشتوية، وأسهم بنموها اكثر، لا سيما في الفترات التي تتكون فيها الثلوج على قمم الجبال، وهذا ينشط من رياضة  والتزحلق على الجليد، إذ أصبحت هذه الرياضة عامل جذب للأسر والمواطنين في مدن ومحافظات الوسط والجنوب لافتقارهم إلى هكذا اجواء، في حين يمكن رؤيتها هنا في اربيل، لذلك يعتقد كامل أن هذا القطاع سينجح، ومن الممكن أن تكون اربيل عاصمة للسياحة في الشرق الاوسط مستقبلا، وعاصمة مهمة في هذا الجانب.