أربيل : سندس عبد الوهاب
تَشهد الأسواق الشعبية في مدينة أربيل إقبالاً كبيراً من قبل المتبضعين وتحديداً سوق البالة أو ما يسمى بسوق " اللنكة "، حيث يرتاد إليه عدد كبير من المواطنين سواء القانطين في المدينة أو القادمين من المحافظات الأخرى.
وتتميز السوق برخص الثمن وجودة النوعية لمختلف الاحتياجات والمتطلبات التي يحتاجها المواطن لاسيما بعد تردي الأوضاع المعيشية في إقليم كردستان وتدني قيمة الدينار العراقي مقابل ارتفاع الدولار، وأن الأسعار الموجودة في سوق البالة تتوازن مع القدرة الشرائية للمواطنين على خلاف ما نجده في الاسواق والمتاجر الكبيرة التي تكون فيها الاسعار باهظة الثمن ومن الصعب على المواطن من ذوي الدخل المحدود والمتوسط أن يشتريها.
وقال المستشار في وزارة التجارة والصناعة في إقليم كردستان فتحي محمد علي لـ "الصباح": إن قيمة استيراد الملابس المستعملة التي دخلت عبر منفذ إبراهيم الخليل والقادمة من تركيا في عام 2022 بلغت ما يقارب 150 مليون دولار الى جميع المحافظات، حيث تدخل الملابس بأطنان كبيرة في الشاحنات وهناك رقابة شديدة عند دخولها للمنفذ ويتم فحص عدد منها لضمان مطابقتها للتعليمات من حيث النظافة والتعقيم.
وأضاف أن عملية توفير الرخص للتجار والشركات التي تستورد البضاعة تكون صالحة لمدة ستة أشهر فقط بعد الحصول على الموافقات من قبل الجهات المختصة، حيث يتم استيراد ملابس البالة من قبل التجار من دول مختلفة منها تركيا والصين ودول أوروبا وأميركا الشمالية.
بدوره، قال المختص في الشأن الاقتصادي أوميد دشتي لـ "الصباح": إن سوق (اللنكة) تعد من الأسواق الشعبية المهمة في مدينة اربيل وتلبي احتياجات المواطنين والعوائل لمختلف شرائح المجتمع، ولا تقتصر على الفقراء أو ذوي الدخل المحدود وإنما يرتاد اليها الأغنياء وميسوري الحال للتبضع وشراء الماركات العالمية بأسعار مناسبة.
وأشار إلى أن هناك أسباباً عدة تدفع المواطنين للتبضع من المحال التجارية التي تبيع الأغراض والاحتياجات المستعملة لاسيما الملابس والحقائب والأحذية، أهمها انخفاض القدرة الشرائية بعد ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار، كذلك المشكلات العالقة بين الحكومتين في إقليم كردستان وبغداد جعلت المواطن في تخوف دائم واحتمالية عدم استلام الراتب في موعده المحدد وتأخيره، وكذلك ان أغلب المواطنين المتبضعين يرتادون سوق البالة في فصل الشتاء أكثر من الفصول الأخرى لأن الملابس الجديدة في المحال التجارية تكون باهظة الثمن ومن الصعوبة على العائلة ذات الدخل المحدود التي تتكون من عدد من الأفراد من توفر القدرة لشرائها.
أما صاحب محل البالة، أسو حاجي، قال لـ "الصباح": إنه يشتري الملابس والاغراض المستعملة من تجار الجملة، وتتضمن كل بالة عدداً كبيراً من الملابس المختلفة لكلا الجنسين وللأعمار كافة، ومن ثم يقوم بفرزها وعرضها.
وتابع أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين عليها وتكون الأسعار من 2000 أو 3000 دينار للقطعة الواحدة إلى15000 دينار، وأن أغلب المتبضعين من الطبقة الفقيرة وذوي الدخل المحدود.
وأردف حاجي أن سوق البالة تتضمن البضائع الجديدة وليس فقط المستعملة والمستخدمة سابقاً، كما تتضمن بضائع ذات ماركات عالمية.
بدورها، تقول المواطنة جيهان هوشيار، موظفة من سكنة أربيل، لـ " الصباح": "لدي خمسة أبناء، اثنان منهم في الجامعة وثلاثة في مستويات دراسية مختلفة، ونسكن في بيت إيجار، ومن الصعب شراء الملابس والأحذية والاحتياجات الضرورية للبيت من المحال والأسواق التجارية التي تبيع البضائع الجديدة، لذا نضطر للتسوق من اللنكة بسبب رخص الثمن وما اشتريه لأولادي من الملابس والأحذية المستعملة بما يقارب 100 ألف دينار كسوة شتائية لهم، أجده في المحال الأخرى لا يقل عن 500 الف أو أكثر وليست لدينا القدرة الشرائية لذلك".
وأكدت أن جميع الأسعار مرتفعة ومن الصعب شراء كل ما هو جديد وسوق البالة تعتبر قبلة الفقراء والمحتاجين.
تحرير: علي موفق