ترجمة: شيماء ميران
إن كنت تقوم برحلة في الصحراء لمشاهدة المناظر الصحراوية الجميلة في جنوب تونس، فمن الأرجح أنك ستمر عبر مدينة مطماطة الصغيرة التي سلبت عقول المسافرين منذ عقود، لأن منازلها تكون تحت أرضها. وقد استخدمت منازل الكهوف هذه في فيلم "حرب النجوم" الشهير، حين استخدم جورج لوكاس أحدها في تصوير منزل طفولة "لوك سكاي ووكر".
وتعد زيارة منازل مطماطة هذه تجربة مدهشة، إذ يقع المدخل بجانب تل صغير، ليبدو الأمر وكأنما تدخل إلى كهف. غرفة المدخل تؤدي إلى أجزاء المنزل الأخرى عبر مجموعة ممرات، التي قد تكون شاسعة لحد ما حين تكون مساحة المنزل واسعة، وحُددت استخدامات غرف المنزل للنوم والطبخ وتناول الطعام والتنشئة الاجتماعية، تماماً مثل المنازل الاعتيادية.
يرتبط كل ممر مرة أخرى بفناء الدار الذي تكمن أهميته بجلب الهواء النقي لداخل المنزل. كما أن موقعه وسط المنزل يجمع أفراد الأسرة كي يقوموا بالأعمال المنزلية أو للتواصل اجتماعياً.
إذ تقوم إحدى الأسر في المدينة باستقبال الضيوف في منزلها، وتُظهر التقاليد البربرية مثل صناعة الكسكس ونسج البساط، كما تعرض الأدوات المستخدمة في المجتمع الأمازيغي.
وعندما تتمكن من التوقف للقيام بجولة قصيرة في منازلهم تحت الأرض، فبإمكانك الانضمام إليهم بوجبة طعام حتى تتعرف عليهم، لتتطلع على كيفية الحياة بالنسبة لهم. وإلى جانب طعامهم اللذيذ، ستخرج منهم حاملاً معك الذكريات ليس عن المنازل تحت الأرض فقط، بل عن أسرة رائعة أيضاً. ورغم اختلاف حياة سكانها اختلافاً كبيراً عن حياتنا الاعتيادية، لكنهم أناس عاديون لهم الاحتياجات والاهتمامات الحياتية ذاتها، ويقومون بتنشئة أفراد الأسرة كبقية الأسر الأخرى. زيارة منازلهم هي جوهر مفهوم القيام برحلة واستكشاف مناطق جديدة.
