شبابٌ يصارعون مشكلات وضغوطات الحياة

ريبورتاج 2023/02/05
...


 اربيل: كولر غالب الداوودي 

قد تؤدي المشكلات النفسية والصراعات التي تواجه الشباب، إلى الاكتئاب الحاد الذي يصاحبه فقدان الأمل وبالتالي انعدام رغبتهم بمواصلة الحياة، وقد يكون للأسرة تأثير سلبي قد يدفع بعضهم إلى إنهاء حياته أو تعاطي المخدرات والإدمان، فإهمال الشاب الذي يتعرض إلى ضغوطات مختلفة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر في حاضره ومستقبله.
النشأة

تعد مراحل النمو منذ الصغر إلى البلوغ ذات تأثير مباشر في الشخص، ويبين الطبيب النفسي والناشط الاجتماعي همام عبد الرحمن البغدادي، أن دور الأسرة مهم جداً وفي حال عدم الاهتمام وتهميش الفرد بالأسرة وتوجيه التهديد والتعنيف باستمرار له، وخاصة للفتيات اللواتي بتكوينهن الفسيولوجي أكثر تحسساً وتأثراً بالانفعالات من الذكور، فإن هذا سيؤدي حتماً إلى مشكلات نفسية لا تعد ولا تحصى. مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى ما سبق، فإن النشأة في ظل المشكلات والصدمات المختلفة، قد تدفع الفرد إلى فقدان الأمل وانعدام شغف الحياة، كما أن الارتباط بشخص معين، كأن يكون الأم أو الزوج، وفقدانه بسرعة فهذا يدفع الشخص إلى الاكتئاب وعدم الرغبة بالحياة مطلقاً.


إدمان

من جهته أوضح المختص بعلم النفس في الجامعة المستنصرية الدكتور رحيم الزبيدي أن قلة الوعي قد تدفع الشاب إلى الإدمان، علماً أن هناك كافيهات ومقاهي يكثر فيها شرب الأركيلة التي وفقا ًللزبيدي توضع فيها مواد مخدرة، من دون أن يعلم الشباب الذين وصل العديد منهم إلى مرحلة الإدمان، وأضاف حتى سعرها يكون مرتفعاً ما بين 25 إلى 30 ألف دينار بينما الأركيلة العادية لا يتجاوز سعرها 3 آلاف دينار. مبيناً أن أصحاب هذه المقاهي، يضعون في البداية قطرات من المادة المخدرة ثم تزداد الكميات لاحقاً. مؤكداً أن المخدرات التي توضع في الأركيلة، تؤثر بشكل كبير في  دماغ الإنسان ما يجعله لا يعي ما يفعل ويفقد القدرة على التفكير والتركيز، وبالتالي قد يقدم على ارتكاب الجرائم والإدمان. لافتاً إلى أن المؤثرات الموجودة في هذه المواد المخدرة لها تأثير في جسم الإنسان ككل، فتدفعه أحياناً إلى إنهاء حياته أيضاً.


استسلام

تشير الإحصائيات إلى وجود زيادة في المشكلات النفسية، التي قد تدفع الشباب إلى إنهاء حياتهم ولا يقتصر الأمر على البلدان المنخفضة الدخل، بل الغنية أيضاً تعاني من هذا الأمر. ويعتقد الدكتور همام عبد الرحمن البغدادي أن إنهاء الحياة، نوع من الاستسلام والهزيمة.

بينما ينوه الدكتور رحيم الزبيدي إلى أن الابتعاد عن الدين وتوجيه الأهل، وتغير المنظومة العقائدية، فضلاً عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، التي قللت من الوازع الديني لدى الشباب، وقلة الثقافة والوعي والاحساس بالمسؤولية، كل هذا دفع بعضهم نحو التوجه إلى فكرة الانتحار، وأحيانا ًالعزلة والابتعاد عن الآخرين.

ومن وجهة نظر الزبيدي فإن قلة فرص العمل، ليست بالعذر أو الذريعة التي تدفع الشباب إلى الانحراف والإدمان، لأن إيجاد العمل أمر ممكن جداً، إذ تتوفر مجالات متعددة ومتنوعة وبمقدور الشاب أن يلجأ إليها، عوضاً عن الإدمان والغرق بالمشكلات النفسية والاكتئاب، ومن الجدير بالذكر أن البلاد مرت بظروف اقتصادية صعبة جداً، ففي فترة الحصار الاقتصادي عانى الشباب الأمرين لكنهم لم يستسلموا، ولم تكن هناك حالات انتحار، كما في يومنا هذا، لذلك لا بد أن يكون لكل شاب حب للحياة ورغبة بالعمل من أجل 

الإنسانية.

أما الطبيب النفسي همام عبد الرحمن البغدادي فيرى أن الأسر المتفككة وغير المترابطة، عندما يكون الأبوان في مكانين منفصلين، ولا يوجد احترام وتفاهم بين الوالدين كل هذه تعد من العوامل التي لها تأثيرات وتراكمات نفسية واجتماعية، تؤدي إلى فقدان الشخص لإتزانه العاطفي والنفسي.