مهرجانات وكواليس

ثقافة 2019/04/09
...

د. حسين القاصد
بعد انتهاء مهرجان مصطفى جمال الدين الثقافي ، نكون قد انهينا موسماً ثقافياً مكثفاً ، حيث تقارب وقت اقامة فعالياته بل احياناً تداخلت  فيما بينها ، وهو الامر الذي احرج الادباء ، حيث اقيم مهرجان (هيت) في الوقت نفسه الذي اقيم فيه مهرجان تامرا في ديالى . 
  ان هذا التقارب في مواعيد المهرجانات كان من بين اسبابه انتظار موعد اقرار الموازنة ، وما ان اقرت حتى انطلقت جميع المهرجانات دفعة واحدة ، ولعل الأديب بحاجة لدعم اداري من اتحاد الادباء او وزارة الثقافة او حتى رئاسة الوزراء ، لكي يحمي نفسه من بعض الروتين الاداري او بعض التعسف الذي يمنعه من الاشتراك في ملتقى ثقافي يقام في بلده ، بينما يأتي له العربي والاجنبي على نفقة العراق . 
 ان المزاج الاداري بين وزارة وأخرى ليس واحداً ، وان التمثيل الثقافي لهذه الوزارة او تلك قد تعده هذه الوزارة او تلك تمثيلاً مشرفا ومدعاة فخر ، بينما تراه الاخرى مضيعة للوقت وانها غير ملزمة بتفريغ موظفها للاشتراك في فعالية ثقافية تهم البلاد . 
بين مهرجان المربد الشعري ، ومهرجان تامرا في ديالى ، ومهرجان هيت ، ومعرض الكتاب في شمال العراق ، ومهرجان مصطفى جمال الدين في قضاء سوق الشيوخ ، كان الوقت يتداخل ، وكان الاديب في صراع بين رغبته في تأكيد حضوره الثقافي وبين اصطدامه بالروتين الاداري في دائرته . 
كانت المحطة الاخيرة من هذه الانشطة الثقافية هي مهرجان مصطفى جمال الدين ، ولعل المأزق الذي يعاني منه الأديب هو نفسه يعاني منه المسؤول في المجال الثقافي ، فقبل مهرجان مصطفى جمال الدين ، كان - كما اسلفت - مهرجان هيت وتامرا ، وقد اقيما في وقت واحد ، وهو الامر الذي احرج الادارة الثقافية ؛ حيث اخبرني السيد وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الامير الحمداني بأنه اتفق مع الامين العام لاتحاد الادباء الاستاذ ابراهيم الخياط ، على ان يتوجه  الخياط  الى ( هيت ) لحضور افتتاح المهرجان ، بينما يذهب السيد الوزير الى ديالى ؛ لكن انشغالاً طارئاً منع السيد الوزير من الحضور الى ديالى فاتصل بي وكلفني بالقاء كلمة وزارة الثقافة ، وقد تم ذلك في افتتاح مهرجان تامرا في جامعة ديالى وقد افتتحته  عن وزير الثقافة  ، وكان لجامعة ديالى دور في انجاحه . 
 واذا عدنا الى اخر المحطات الثقافية قبل ان يتجه الادباء الى انتخاباتهم ، نجد ان الكواليس بدأت تطفح وتخرج الى العلن ، وهو ما دفع بالمرشحين للتضحية بالابداع لاغراض انتخابية ، وهو ما فعله بعضهم حين رفع من شأنه على حساب غيره ، واعترض على الجهة المنظمة لكي يقلل من شأن مهرجان هذه المدينة قياساً بمدينة اخرى وهو تنافس مشوب بلوثة المنفعية الشخصية على حساب الثقافة ، وربما اصيب المثقف بالعدوى من السياسي ايام التراشق الانتخابي .