السليمانية: عذراء جمعة
وصلت بوادر أزمة صرف الدولار مقابل الدينار إلى محافظة السليمانية التي سجلت زيادة بأسعار جميع المواد الغذائية والأدوية، يقابلها ارتفاع سعر المحروقات والبنزين والمواد الإنشائية، مما ولد تذمرا لدى المواطنين، في وقت لا يتمكن فيه مجلس المحافظة من التدخل بسبب محدودية صلاحياته وفقا لقانون رقم 3 لسنة 2009.
وقال رئيس مجلس محافظة السليمانية آزاد محمد أمين لـ»الصباح»: إن أسعار المواد الغذائية بدأت بالزيادة تدريجيا وفقا لزيادة أسعار صرف الدولار مقابل الدينار.
وأوضح أن الأسعار تزداد وفقا لزيادة أسعار المواد المستوردة حديثا مما يجعل التاجر يزيد من أجور بضاعته، منوها بأن قانون رقم 3 لسنة 2009 الخاص بمجالس المحافظات، حدد صلاحياتنا بحيث لا نستطيع منع زيادة الأسعار أو محاسبة من يحتكر المواد، لكن من خلال تعاوننا مع لجان القائممقاميات نتمكن من مراقبة توفر جميع المواد الغذائية بالأسواق وعدم احتكارها لكي لا يتضاعف سعرها، فضلا عن دعم مديرية التجارة والصناعة لبعض المواد الأساسية كالطحين والرز والزيت والبقوليات وتوفيرها في البطاقة التموينية.
وأكد أن المواطن الآن يعاني من زيادة أسعار المواد الغذائية والمحروقات والبنزين والأدوية مما يشكا عبئا ثقيلا عليه.
بدوره، قال أستاذ المالية والمحاسبة في جامعة السليمانية التقنية نبرد كريم لـ»الصباح»: إن زيادة سعر صرف الدولار مقابل الدينار سيسبب كارثة اقتصادية، لأن العراق بلد استيرادي وليس تصديريا وستعمل هذه الأزمة على زيادة نسبة الفقر في البلاد.
ونبه إلى عدم تأثر تركيا وإيران بارتفاع سعر الدولار مقابل عملاتها النقدية المتداولة، لكونهما بلدين مصدرين وليسا مستوردين واعتمدا على الشركات والموارد الداخلية والإنتاج المحلي.
وبين أنه عند إجراء جولة في السوق والمولات للتعرف على مدى تأثرها بزيادة سعر صرف الدولار، نجد أن المواطن هو المستهدف من خلال زيادة الأسعار لعموم المواد من 6 إلى 8 بالمئة، أما الأدوية والمستلزمات الصحية فزيادتها أكبر من ذلك بكثير وقد تصل إلى 40 بالمئة.
ولفت كريم إلى أن التجارة في الإقليم عموما وفي السليمانية خصوصا تعد أسواقا حرة، إذ لا تتمكن مجالس المحافظات ولجان القائممقاميات من فرض الأسعار، لكنها تقوم بدور المراقبة والمتابعة من أجل جودة البضاعة.
وأكد كريم أن هذه الأزمة ستنعكس على أسعار العقارات لكوننا نستورد جميع المواد الإنشائية الداخلة في البناء.
أما دلشاد كاوة، صاحب مكتب صيرفة وسط السليمانية، فأوضح لـ»الصباح»، أن زيادة سعر صرف الدولار مقابل الدينار كان صادما بالنسبة لنا، لأنها غير متوقعة ولم تكن تدريجية، الأمر الذي جعل سوق الدولار متذبذبا كل يوم.
وتابع أن الإقبال كبير من قبل التجار والمواطنين على شراء الدولار بشكل لم تشهده مكاتب الصيرفة في عموم المحافظة منذ أعوام، تحسبا لنفاد ما لدينا من الدولار، ظنا منهم أن سعره سيزيد على المقرر له بكثير خلال الأيام المقبلة.
تحرير: علي موفق