ندواتٌ نوعيَّة وإقبالٌ كبيرٌ
ثقافة
2019/04/09
+A
-A
قحطان جاسم جواد
“وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ”.. مقولة دائماً نرددها واليوم نعيدها مراراً وتكراراً خلال العشرة الأيام من 3 نيسان ولغاية 13 نيسان. وهي فترة انعقاد معرض الكتاب الدولي في أربيل. وما دمنا في حديث الكتب كما في كل عام نؤكد حقيقة يحاول البعض القفز عليها عنوة، وتخص الكتاب الورقي والالكتروني، إذ يرى هذا البعض أنَّ الكتاب الورقي في طريقه الى الزوال، مفسحاً المجال للكتاب الالكتروني ليحل محله؟ ومن يرى معارض الكتب في العراق والوطن العربي والعالم من حقه أنْ يدحض هذه المقولة حين يرى الزوار لمعرض أربيل وهم يخرجون متأبطين الكتب. أكثر من 300 دار نشر منها 200 دار نشر عربي و60 داراً أوربياً وإقليمياً إضافة الى 40 داراً محلياً، يمثلون 21 دولة في المعرض منها 15 دولة عربية و3 أوروبيَّة وتركيا وإيران والهند. قدموا أكثر من أربعين نشاطاً واستضافة لأكثر من 100 أديب وفنان. وقد زاد عدد دور النشر المشاركة هذا العام بـ 50 داراً.
ضيوف المهرجان
من ضيوف هذا العام الكاتب السوري فراس السواح والقاص الكويتي طالب الرفاعي والكاتب السعودي عزيز محمد والصحافي المصري سيد محمود والمترجم المغربي محمد آيت حنا والكاتب العراقي عبد الخالق الركابي والروائي علي بدر والقاصة عالية طالب والأديب حسين رشيد والروائي نزار عبدالستار وإبراهيم عيسى والناقدة المصريَّة ليانة بدر والكاتب عماد الخفاجي وجلال زنكبادي وسعاد الجزائري وضياء السعدي وسردار عبدالله وفرست مرعي ولاهاي عبدالحسين وغالب الشابندر وفوزي العطية وحسين الهنداوي وحسو هورامي وعلي الشلاه وحسن قاسم ونادية فاضل ورياض النعماني وسعد سلوم وفيصل لعيبي عبر السكايب وكوليت بهنا وقاسم حسين صالح وممدوح العبادي ووزير الثقافة عبدالامير الحمداني وياسر عبدربه وكريم العراقي ونواس اموري وغيرهم الكثير.
الإقبال الكبير وحسن التنظيم
أبرز ما يلاحظه الزائر هو الإقبال الشديد على المعرض، ما جعل إدارة المعرض تفتح أبوابه الى الساعة الثامنة بدلاً من السابعة مساءً، فضلاً عن التنظيم الجيد لجميع تفاصيل المعرض بدءاً من الندوات النوعيَّة وحضور المشاركين أو تسهيل انسيابيَّة الدخول والخروج من دون خلل أو العرض المتناسق لدور النشر لكتبهم داخل أروقة الأجنحة، أو على صعيد الكثرة الكاثرة للمشاركين. وتفاوت الأسعار ما بين الغلاء والأسعار المعقولة، وتوفر العناوين الجيدة للكتب، لا سيما تلك التي فازت بالجوائز العربية والعالمية.
آراء وانطباعات
كما أدلى بعض الناشرين والأدباء بآرائهم، أوضح الكاتب حسين رشيد المدير الإعلامي للمعرض: “إنَّ أهم ميزة للدورة الحالية هو جمالية التنظيم والترتيب والدقة في وصول الضيوف وانعقاد الجلسات الثقافية، وكذلك الجرأة في الطرح وفي استقطاب أهم الأدباء والكتاب فيها”. القاص كاظم حسوني أشار الى أنها “تظاهرة ثقافيَّة مميزة وكبيرة ناقشت جلساتها الثقافيَّة الرصينة - على نحو خاص - الكثير من الموضوعات الحساسة لا سيما القضايا المسكوت عنها، كما شهدت حوارات معمقة لشؤون الأدب العراقي وظاهرة انتعاش الرواية وانحسار فن القصة القصيرة، كما شارك الجمهور الكثيف الذي حضر للندوات بفاعلية بالحوار، وقدم مقترحات عديدة جديرة بالدراسة والتوقف عندها..، بصراحة أجد فيه موسماً ثقافياً مهماً ستنتظره الجماهير الثقافية كل عام”. وقال الناشر مازن لطيف صاحب دار ميزوبوتاميا: “تنظيم المعرض يستحقُ الثناء والتقدير وأعتقد أنه يفوق الكثير من المعارض العربيَّة، بضمنها معرض بغداد في قضية التنظيم والترتيب.. كذلك انعقاد الجلسات الثقافية على هامش المعرض التي تميزت بأهميتها الكبيرة ونوعيتها العالية في معالجة الكثير من المشاكل الثقافية في الوطن العربي، وكانت شبكة الإعلام العراقي الراعية الوحيدة للمعرض”.
حضر الكثير من الضيوف أدباءً وفنانين من شتى أنحاء العالم منهم الملحن كوكب حمزة والشاعر رياض النعماني وكريم العراقي، فضلاً عن عددٍ من دور النشر المهمة مثل: الحكمة والساقي وأمل الجديدة والجمل ونينوي وسطور ومكتبة عدنان وغيرهم. تحدث مدير دار ملهمون الإماراتية قائلا: “التنظيم جيد جدا، والإقبال بدا واسعاً لكن بمرور الساعات بدأ العدد يتناقص ولربما يعود الى كثافته أيام العطل. والسبب ان المعرض عقد في تشرين الأول 2018 وعاد اليوم وهي فترة قصيرة. الأسعار جيدة وانا شخصياً أمنح تخفيضاً يصل الى خمسين، وأحياناً أربعين وثلاثين بالمئة”. أما دار الوراق بلندن فقال مديرها ماهر محمد: إن “المعرض جميل جداً وأشكر القائمين عليه، مع وجود بعض الهنات البسيطة التي يمكن تجاوزها. لفت انتباهي الكتب المتنوعة في دور العرض، ما يتيح للقارئ فرصة الاقتناء حسب رغبته ومزاجه واهتماماته”. أما محمد هادي من دار الرافدين فقال: “إنَّ معظم الجمهور الآتي للمعرض من الكرد ومع ذلك الإقبال والشراء للكتب العربية جيد جداً. ولاحظت أن ذائقة الأكراد تتجه نحو الكتب التاريخيَّة لا سيما تاريخ العراق الحديث والمعاصر. ووجدت أيضا إقبالاً على كتب الأديان والأقليات، في حين نجد أنَّ جمهور معرض بغداد يميل لكتب الأدب كالشعر والقصة والرواية”.وقالت مديرة دارالجوار من سوريا بيري ايبو: “انطباعي عن المعرض جميل والتنظيم راقٍ جداً لكن الإقبال لم يكن بمستوى طموحنا، وأتمنى أن يتحسن مستقبلاً.. أغلب الجمهور يقتني الكتب باللغة الكردية، وكذلك الكتب التي تتناول قضايا الأكراد. والأسعار معقولة جداً”.
وقال الكتبي عبد الله جاسم (مدير مكتب دار نشر الجمل في العراق): “أجد فيه تطوراً في كل عام من ناحية التنظيم والنظافة وتسهيل حركة المشاركين والزوار، ومن يدعي أن كتبه لم تصل من الشحن فهذا لأنه لم يحسب حساباً للوقت وتأخر الفترة المحددة، لا سيما بعض دور النشر المصريَّة”، واضاف “تمنح دار الجمل أربعين بالمئة تخفيضات”.
وقال مدير دار الهلال المصرية إيهاب الرفاعي: “تُسعدني المشاركة في هذا المعرض الجميل، كما لحظت التنظيم الجيد والإقبال الذي شمل طلبة المدارس والجامعات. وكذلك تنوع العناوين فيه”.
الكتب الأكثر مبيعاً
عن الكتب الأكثر مبيعا في المعرض قال مدير دار نشر الوراق: “ما زالت كتب علي الوردي مطلوبة بشدة، وكذلك كتب طه باقر”. أما ممثل دار سطو فقال: “أهم الكتب المطلوبة هي الأحداث السياسيَّة لكرد العراق، ورواية فانتازيا السيد كلكامش وكتاب يونس بحري”. بينما وجد صاحب دار الرافدين: أنَّ الكتب الأكثر مبيعاً هي الكتب التاريخيَّة لا سيما تاريخ العراق المعاصر، وكتب الدكتور خزعل الماجدي عن الأديان، ومعجم العراق لعبد الرزاق
الحسني”.
أما دار الجوار فذهبت مبيعاتها الأكثر الى الكتب التي تتناول قضايا المرأة العربيَّة وكتب الفلسفة. بينما وجد مسؤول دار الهلال المصرية، التي تأخرت كتبها بسبب الشحن من مصر، أنَّ الكتب المتعلقة بتاريخ العراق هي الأكثر مبيعاً، وكتب خيري العمري. وكذلك كتاب ليلى مريضة في العراق، والروايات
المترجمة.