المدن في شبكة الأسلاك المتدلية والسائبة

الباب المفتوح 2023/02/22
...

  قاسم موزان 

 تصوير: نهاد العزاوي

لاشك أن المولدات الأهلية التي انتشرت على نطاق واسع في عموم العراق جاءت لتلبي حاجة تزويد المواطنين بالطاقة، وكحلٍ بديلٍ عن نقصان الطاقة الكهرباء الوطنية بعد الاخفاق الحكومي في توفيرها، الا أن مخاطر المولدات باتت تهدد ارواح الناس بشكل لافت، سواء من تصاعد الأدخنة السوداء أو ضجيج أصواتها، لكن الأشد خطورة تلك المتعلقة في تدلي اسلاك المولدات الموصلة منها إلى البيوت والمحال التجارية، وربطها بالأعمدة الكهربائية أو الأسيجة الحديدية والاشجار، مرورا بالبيوت ما تسبب الحرائق نتيجة التماس الكهربائي والأسلاك السائبة والمقطوعة الساقطة على الارض تحدث الصعقات المميتة.


الى ذلك قالت د. مروج مظهر عباس: إن “أسلاك المولدات الاهلية تشكل خطراً يهدد حياة المواطنين في معظم المناطق، خصوصا الاحياء الشعبية نظراً لما تسببه الصعقات الكهربائية من حالات الوفاة، فضلاً عن فقدان رونق وجمالية بعض المدن والأحياء، نتيجة كثرة وتشعب الاسلاك الممتدة على طول الاعمدة الكهربائية، والأكثر خطورة في ذلك انخفاض ارتفاعها ما يجعلها في متناول ايدي الأطفال”.

وتابعت عباس: “قد يؤدي مناخ العراق المتقلب وهبوب العواصف وعدم الاخذ بالحسبان مرور المركبات المرتفعة في بعض المدن إلى قطع او تدلي الاسلاك، كونها مشكلة ذات تأثير كبير على حياة المواطن والمجتمع، بل إن المشكلة الأكبر غياب البديل نتيجة شح توفير الطاقة الكهربائية الوطنية في العراق، فضلاً عن زيادة الانفاق على كاهل المواطن، اذ أصبح لزاماً أن يخصص مبلغاً من راتبه الشهري للمولدة الأهلية، مضافاً الى أجور دائرة الكهرباء بين مدةٍ وأخرى، مشيرة الى ضرورة اتخاذ اجراءات وقائية آمنة وعقوبات رادعة”. 


توعية

واشار المواطن صالح لفتة الى أن ما نتج عن فوضى انتشار المولدات أسلاكاً متشابكة، وبعضها عارٍ وساقط على الأرض بالكثير من المشكلات والحوادث، التي تصل للموت في كثير من الحالات، خصوصاً لدى الأطفال، فضلا عن الخلافات بين المواطنين التي تتطور في بعض الحالات إلى شجارات دموية، بسبب منع بعض الأهالي من وضع الأسلاك أمام منازلهم، حرصاً على حياتهم وحياة أولادهم”. 

ولفت الى الاخفاق الحكومي في توفير الطاقة دفع المواطن أموالاً مجبراً على الاشتراك الشهري بالمولدة الاهلية، على الرغم من المنظر المشوه والضوضاء والتلوث البيئي التي تسببها، وتكلفة مالية ليست بالقليلة بمزاجية صاحبها.

وألمح الى التشجيع على اقتناء ألواح الطاقة المتجددة والافادة من الشمس والرياح، من خلال تقليل أسعارها العالية بدعم حكومي، مشيرا إلى ضرورة حملات التوعية بالابتعاد عن الأسلاك المتدلية أو الساقطة على الأرض، وعدم مسك الأعمدة الكهربائية، التي تحمل أسلاك المولدات، وتحميل أصحاب المولدات الأهلية المسؤولية في حال تعرض أحد المواطنين للصعق.


فقدان الجمالية

بينما ترى المواطنة بدور حسين عشوائية ومشهدية المولدات باتت تزعج الناظر وتملي قلبه بالحسرة على شوارع العاصمة بعد أن غزتها تلك الاسلاك، قائلة: “غالبا ما نجد تلك الاسلاك متشابكة بطريقة فوضوية وبمسافات قريبة للأرض، إضافة الى كبر حجمها بصورة مستمرة، بسبب عدم اهتمام القائمين على تلك المولدات بصيانة الاسلاك ورفع التالفة منها بشكل دوري، الامر الذي تسبب بتفاقم حجم الضرر والتشويه البيئي الى مخاطرها الكبيرة على حياة المواطنين”. 


متابعة

من جانبه، أشار الكاتب حسين علي الى “تعدد كابلات نقل الطاقة الكهربائية ما بين الكهرباء الوطنية، وكابلات السحب من المولدات الأهلية تشكل ظاهرة متعددة السلبيات، أولها التشوه الكبير، والثاني خطورتها على حياة الناس، خصوصا أن كثيرا منها قد تتضرر بالحرارة والبرودة عند تغير المواسم، ما يجعلها تسرب التيار الكهربائي للأعمدة المارة عليها، مضافاً لذلك عدم صيانتها وتركها عرضة للتلف، وقد تسبب ذلك بحوادث كثير كالصعقات الكهربائية واحتراق العديد من المحال والدور السكنية، لهذا نجد من الضروري أن تقوم وزارة الكهرباء بمتابعة هذا الأمر وصيانتها بين الحين والآخر هذا من جهة، ومن الجانب الآخر الأمر يخص أصحاب المولدات الأهلية بمتابعة ذلك، مضيفاً هناك حوادث راح ضحيتها الاطفال نتيجة تدلي الأسلاك الكهربائية”.