السماوة: احمد الفرطوسي
تعدُّ الندافة من المهن العتيقة والتقليدية التي تشكل جزءاً من حياة جميع الناس والمرتبطة بتراث بلدنا العزيز، لأنها على تماس كبير بهم، من خلال توفير مستلزمات الراحة من مفروشات وأغطية ووسائد وغيرها، بمرور الزمن باتت هذه المهنة تعاني الكثير من المشكلات، منها غياب الدعم الحكومي وكثرة المستورد، ما أثر بشكل كبير
في عملية استمرارها وصمودها أمام مستلزمات التكنولوجيا الحديثة، ولتسليط الضوء على ما تعاينه هذه المهنة من معرقلات، كان لـ»الصباح» هذه الجولة مع أهل الحرفة كانت محطتنا
الأولى عند النداف أحمد السيد، إذ قال « إن الأيادي العراقية ما زالت تطرز وتتفنن بصنع الأفرشة المختلفة، التي تمتاز بجودتها العالية وعمرها الطويل وعملها
المتقن».
مضيفاً «توجد بعض الأسر العراقية، التي ما زالت تعتمد على الندافة المحلية أو ما تسمى «بالتسكام» في توفير مستلزمات الأسر من المفروشات، وخاصة في تجهيز متطلبات الأعراس، وهي أسر قليلة مشيرا إلى أن «قسماً منها تعتمد على البضاعة التركية، وهذا يعود الى المستوى المعيشي لها».
الشاب سعد حسين الذي يقوم بتجهيز أغراض بيت الزوجية من المفروشات يقول :» أنا مقبل على الزواج، قمت بعمل جهاز البيت من المفروشات، بواسطة الصناعة المحلية، الندافة، على الرغم من وجود الكثير من البضائع والمنتجات في السوق من مختلف الماركات والصناعات، وهي تتمتع بألوان زاهية وبراقة وجميلة، ولكن ما يعيبها هو عمرها القصير الذي لا يزيد على سنتين، ونحن من الناس الكسبة الذين ليس لهم القدرة على الشراء باستمرار».
ولفت حسين إلى أن «الندافة المحلية هي من الصناعات الجيدة، والتي تمتاز بعمرها الطويل عكس المفروشات المستوردة، وعلى هذا الأساس ألجأ الى الندافة المحلية، رغم ارتفاع أسعار التجهيز بشكل ملحوظ، مؤكدا لدي الحرية الكبيرة في أن أطلب من النداف كل ما أريد عمله من نقوش وتطريزات واختيار نوعية القماش، إذ توجد مرونة كبيرة في العمل، رغم تأخير التجهيز من حيث الالتزام في المواعيد.