ميثم هاشم طاهر: فوزي بجائزة {الطيب صالح} تأكيدٌ لمكانة القصة العراقيَّة

منصة 2023/02/22
...

 الناصرية: نجلاء الخالدي 


قال القاص والأكاديمي الدكتور ميثم هاشم طاهر الفائز بجائزة «الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي‏» في مجال القصة القصيرة إن فوزه جاء تأكيداً لمكانة القاص العراقي المتميزة قديماً وحديثاً على خارطة الوطن العربي، مبينا أن حضور القصّة القصيرة في العراق تغلّب على الرواية إنتاجاً وتلقياً منذ أربعينيات القرن الماضي.

وكانت اللجنة المنظمة لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، قد أعلنت في السادس عشر من شباط، فوز القاص العراقي ميثم هاشم طاهر، في الدورة الثالثة عشرة عن مجموعته القصصية «وشّام النمور» بينما حلّت القاصة المصرية، أميمة عز الدين، بالمرتبة الثانية عن مجموعتها القصصية «الموتى لا يستقبلون الصباح»، بينما ذهب المركز الثالث للقاصة المصرية أسماء عواد، عن مجموعتها القصصية «أمرأه الحَجر».

واشار طاهر لـ « الصباح» إلى الأهمية الكبيرة التي اكتسبتها هذه الجائزة لأمرين، أوّلهما ارتباطها باسم الطيب صالح، الروائي والقاص الأهمّ في تاريخ الأدب العربي الحديث، وثانيهما لرصانتها واستقطابها للكتَاب العرب المهمين.

واوضح أن أمّا ما ميّز مجموعته القصصية «وشّام النمور» للفوز قد يعود لأنّها استوفت الشرائط التي وضعها المحكّمون. من حيث اللغة والسرد والحكاية والاتقانات. 

ولفت طاهر الى القصة في العراق حققت رواجًا كبيرًا بسبب انتشار، إذ الصحافة الورقيّة التي اعتنت بنتاجات القصاصين، وضمنت لهم حضوراً متميزاً، فالصحيفة آنذاك لم تكن وسيلة إعلام من بين بدائل متعددة، بل هي المتفرّدة في تثبيت تقاليد القراءة وتسويق أيّ نوع أدبي وتسييده الساحة الأدبيّة.

وأرجع الفائز بجائزة الطيب صالح للقصة القصيرة اسباب تراجع القصّة القصيرة «سوقيا» في العقدين الأخيرين الى تراجع الصحافة الورقيّة في العراق «سوقياً»، بعد حضور بدائل أخرى متعددة سيّدت مزاجاً قرائياً في الساحة الأدبيّة وضع فنّ الرواية في مكانة أعلى من القصّة القصيرة والشعر لما للرواية من القدرة على استيعاب اسئلة العصر وتحدياته الفكريّة والمعرفيّة.

ونوه بمجموعته النمور اشتملت على  خمس عشرة قصة، في كل قصة يكون مكانها صالة انتظار في عيادة طبيّة، ومن شخصيات تتجرّع تواريخها الآسي، بين الإثم والحبّ والشجن والغفران، وتلتقي في فسحة زمنية قصيرة بين ما هربت منه وما روّضته وما طواه النسيان بالنسبة إليها، لا شيء يموت، لا شيء يفنى، فالإنسان مجموع ما يذكره وما ينساه، والصراع بين الذاكرة والنسيان، والإثم والغفران، والأسى والجذل، والخفّة والثقل، والألفة والوحشة والبراءة، والحب والحياة والموت، يمثل المسبار في الكشف عن العمق الخفيّ للكائن البشريّ، وتحويل الأفكار إلى شخصيات، وتجسيد من خلال الغرابة ما حقّه التجريد، فالأصلُ في الحكي أن يُجسّد ما يُجرَّده العقلُ البشري؛ لذلك ترى في عوالمه ما يتعذّر أن تراه في عالمك. ما أقوله هنا قد قاله بطل قصّة من قصص المجموعة وهو يصف المجموعة نفسها.

وسبق أن حصل الكاتب ميثم هاشم طاهر على المركز الأول في فرع النصوص الطويلة بمسابقة يسري الجندي للتأليف المسرحي بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في دورته السابعة، بنص «سادل الحياة الطريف». 

وميثم كاتب مسرحي وروائي حاصل على شهادة دكتوراه فلسفة في اللغة العربية وآدابها، بتخصّص الأدب الحديث، جامعة البصرة - كلية الآداب، يعمل أستاذاً في الكلية التربوية المفتوحة ذي قار.

وحاز أيضا على المركز الأول في جائزة «راشد بن حمد الشرقي» في دولة الإمارات، الدورة الثانية 2020، عن روايته «صانع الأكواز»، والمركز الأول في جائزة الشارقة عن مسرحيته «العاقر والمهد».

وقد صدرت للقاص ميثم هاشم طاهر رواية «إثر المحو» عن دار تموز، دمشق، رواية «صانع الأكواز» عن دار راشد، الفجيرة، الإمارات، كتاب «الرؤية الأسيانة للعالم، الرواية السيرية في الأدب العراقي الحديث».