جيل الشباب.. طاقاتٌ مهدورةٌ وتهميشٌ واضح

ريبورتاج 2023/02/23
...

 سرور العلي 

 تصوير: خضير العتابي

تعد شريحة الشباب العماد الأساسي في التغيير والنهوض في كل المجتمعات، وتتعامل الحكومات المتحضرة مع هذه الفئة بحكمة لبناء مجتمع ثقافي، قادر على احتواء الأزمات بعقلية الشاب المتجدد،  وبحسب الطالب الجامعي علي حكيم، فإن المجتمع العراقي بمختلف مجالاته ينفر من الاحتكاك بفئة الشباب واحتواء أفكارهم وتوجهاتهم، لهذا نرى الشاب العراقي بلا هوية أو انتماء وطني إنما تميل الكفة للانتماء المذهبي أو الحزبي لدى بعض الشباب، وذلك لأنه يوفر المستلزمات الأساسية التي يحتاجها الشاب العراقي من الناحية الاقتصادية، مع اهمال الجانب الفكري والثقافي.

ويعتقد حكيم أن الحكومات إذا أرادت أن تبني مجتمعاً صحياً مسالماً، يحث على تداول الأفكار فعليها أن تحتوي تلك الشريحة وما تحتاجه لتسيير حياتها الاقتصادية والاجتماعية، ويبقى الشاب الأداة الضامنة التي تربط بين مختلف الأجيال، لما يتمتع به من قدرة على استيعاب التجديد، والتفاعل مع تطورات العصر الحديث، والتعايش مع المتغيرات، بفضل الإمكانيات الذهنية الواسعة والشجاعة التي يمتلكها، والتي تؤهله لضمان مستقبل أفضل.


قدرات فكريَّة

ويبين التربوي اياد مهدي عباس أن فئة الشباب، هي من تعتمد عليها المجتمعات في بناء أوطانها، لما لها من قدرات جسدية وفكرية، وطموح كبير في صنع المستقبل، إذ تعد مرحلة الشباب من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، إذ تكتمل فيها شخصية الفرد وتنضج أفكاره وتطلعاته ويكون قادراً على تحمل أعباء المسؤولية، إلا أن ثمة فجوة كبيرة بين طريقة استثمار الشباب في الدول المتقدمة وبين إهمالهم وتهميشهم في نظيرتها النامية، وذلك لأسباب تتعلق بطبيعة النظم السياسية القائمة فيها، وجهل هذه الحكومات بأهمية الشباب في صنع المستقبل ودورهم الكبير في إحداث تنمية شاملة في البلاد.


حروب طاحنة

ويشير عباس إلى أنه إذا ما اتيحت الفرصة المناسبة للشباب فبالتأكيد سيحدثون تغييرات واسعة ولكن من الملاحظ أن هذه الفئة تعرضت في بلدنا إلى الإهمال المتعمد لعقود طويلة من الزمن، بل استخدمت أحياناً كوقود في حروب عبثية طاحنة استنزفت قدراتها، كما حدث ذلك في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بالإضافة إلى غياب التخطيط، لاستثمار هذه الثروة البشرية وتأهيلها وتوظيفها بالشكل الذي يخدم حركة التطور، والتنمية المطلوبة.


أدوار مهمة

كثيراً ما تؤكد المنظمات العالمية على احترام الشباب، ومنها الأمم المتحدة التي خصصت لهم يوماً عالمياً للاحتفاء بهم والتركيز على مشكلاتهم، وفي كل عام يجري التركيز على مشكلة أو قضية معينة لها مساس مباشر بهذه الشريحة، ومن الأهداف التي ركزت عليها الأمم المتحدة توفير جودة عالية من التعليم للشابات والشبان، للحصول في المستقبل على فرص عمل لائقة بهم وتخدم أوطانهم. 

ويلفت التربوي اياد مهدي عباس إلى أن اليوم وبالرغم من توفر الموارد المتنوعة في العراق، إلا أن هذه الفئة ما زالت تعيش حالة التهميش والضياع، بسبب الصراعات والفساد الإداري مع غياب واضح للتخطيط العلمي والمنهجي، للاستفادة من هذه الطاقات الشبابية والاستعانة بها في إعادة بناء الوطن لذا يجب على الجهات المختصة أن تولي اهتماماً كبيراً لقطاع الشباب، من خلال وضع الخطط اللازمة للاستفادة القصوى من قدراتهم العلمية والفكرية، ومن أجل إحداث نهضة شاملة في جميع المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية، ومحاولة اقتباس تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، ونقل هذه التجارب إلى الواقع العراقي، لغرض تطوير هذه الشريحة الكبيرة والمهمة. 


طاقات إبداعيَّة

لو تُرك الشباب من دون اهتمام فلن يكون هناك إبداع، أو تطور وبالتالي ينتهي هذا البلد أو ذاك حين يهمش شبابه، وبحسب الشابة الجامعية نور وليد فإن هذا الموضوع مهم جداً، لا سيما ونحن نشهد اليوم تهميشاً واضحاً لهم، ولإمكانياتهم وطاقاتهم الإبداعية، فلو استثمرت تلك الفئة بشكل صحيح لتمكنت من النهوض بالبلد ولو كان ركاماً، لذلك تعتقد وليد أنه ينبغي وضع مناهج وخطط، لتمكينهم وتطويرهم، وفتح أبواب العمل لهم، لكونهم الدعامة والركيزة الأساسية لبناء المجتمع ففي فترة الشباب تكون القوة والقدرة على فعل الأشياء، بنشاط وحماس وهناك طرق كثيرة، ومناهج ودراسات علمية وعالمية اعتمدتها الدول المتحضرة، لتنمية الشباب، فأنتجت طاقات عظيمة، وأفكاراً وإبداعات ترجمت على الواقع ولمست ثمارها، ونطمح أن يحذو العراق حذو الدول المتقدمة في الاهتمام بالشباب.