إيقاد الشموع وصواني الفرح بيوم زكريا

استراحة 2023/02/26
...

 الصباح: نافع الناجي

 تصوير: نهاد العزاوي 


“يا زكريا عود عليّ، كل سنة وكل عام ننصب صينية”، تحول إحياء هذه الليلة إلى مناسبة اجتماعية يجتمع فيها الأقارب والجيران، لا سيما الأطفال الذين يضربون الطبول والدفوف، بينما تتوجه الأسر قرب مقام الخضر(ع)، في نهر دجلة، حاملين الشموع وأغصان نبات الآس، مكللين بالأماني والدعاء.

تقول المواطنة ذكريات حمزة “ ترجع عادات وتقاليد طقوس زكريا المتوارثة من زمنٍ بعيد، لقصة زكريا (عليه السلام) الذي استجاب الله دعاءه ورزقه بطفل هو النبي يحيى من زوجته العاقر، وهو بعمر التسعين عاماً “. وأضافت “صار التقليد معتاداً عند النسوة اللواتي لم يرزقن بالأطفال، أو إن خلفتهن من البنات فقط، وتدرجت الى الرغبة بتحقيق أي أمنية ثانية، على أمل أن يستجيب الله من خلال إحياء هذه الليلة، وتتجهز صينية زكريا بتشكيلة من الحلويات والمكسرات والشموع وأغصان أشجار الياس والبخور، إضافة الى (تونقات) مصنوعة من الفخار تعبأ بماء الورد”.

وتعد المناسبة الجميلة كموروث من الفولكلور والتراث الشعبي العراقي، التي تحرص على إحيائها مجموعة كبيرة من الناس، خصوصا في الأحياء الشعبية لتصبح بمثابة عيد شعبي، ليرددوا (يا زكريا عود عليّ، كل سنة وكل عام ننصب صينية”.

أما من الناحية الشرعية، فيقول الشيخ شهيد حميد، إنه لا صلات دينية لهذه الحكاية، وإنما هي عادة شعبية متوارثة. لافتاً الى قيام البعض بصوم أول يوم أحد من شهر شعبان، ويسمى بـ (صوم الصمت) بمعنى امتناعهم عن الكلام، ويحتفل الناس ويخرجون للتنزه، ولا إشكال في ذلك طبعاً، لكن لا دليل فقهيا أو سندا شرعيا في الأعمال الخاصة بيوم زكريا، ولا وجود لهكذا يوم في الإسلام.