الموصل: شروق ماهر
تشكل الكلاب السائبة والشرسة بمدينة الموصل، المشهد الأخطر على حياة المواطنين بشكل عام والأطفال خصوصاً، بعد أن ازدادت أعدادها في الآونة الأخيرة إلى ما يقارب 13 ألف كلب بحسب مصادر من الطب البيطري داخل محافظة نينوى، إذ تشهد الموصل القديمة والجانب الأيمن من المحافظة انتشاراً كبيراً جداً، للكلاب الشرسة التي تقتحم بين الحين والآخر الأحياء السكنية والمدارس وغيرها من الدوائر الحكومية، بعيداً عن متابعة الرقابة البيطرية والحكومة المحلية وقوات 9k.
هجمات مخيفة
12 طفلاً موصلياً يتعرضون لهجمات الكلاب السائبة في أيمن الموصل، ما أدى إلى وفاة اثنين منهما، إذ تعرضت منطقة العبور الثانية الواقعة في أيمن الموصل، إلى هجمات شرسة من قبل الكلاب السائبة المتجولة داخل الأحياء والأزقة في المنطقة، والذي سبب إصابة 12 طفلاً، ما استدعى نقلهم على الفور إلى المشافي، وأغلبهم كانوا بحالة حرجة.
من جانبه أعلن مصدر طبي في صحة نينوى في وقت سابق، عن وفاة طفل بعمر 7 أعوام على خلفية مضاعفات إصابته بعضة كلب في ناحية نمرود (جنوب شرق الموصل)، بينما لقي طفل آخر عمره 5 أعوام مصرعه متأثراً بعضة كلب مسعور في منطقة العبور.
ويؤكد مدير المستشفى البيطري د.عدي العبادي لـ (الصباح ) أن "محافظة نينوى أعلنت عن تشكيل لجان بالتعاون مع شرطة المحافظة، للقضاء على الكلاب السائبة خلال الأيام المقبلة للحد من هجماتها على المواطنين وتحديداً الأطفال"، وطالب العبادي الحكومة المحلية في نينوى بزيادة تخصيص المبالغ المالية للجهات المعنية، لغرض القضاء على هذه الهجمات الشرسة التي ازدادت في الآونة الأخيرة، ووصلت إلى داخل المدارس.
بينما شكت المواطنة أم علي من تعرض 8 أشخاص من جيرانها، إلى هجوم من هذه الكلاب المنتشرة في المدينة، وتحديداً في منطقة الهرمات ما تسبب بجروح بليغة لأفراد الأسرة، ومن المرجح أنها ستترك آثار تشوهات دائمة، بحسب المصادر الطبية التي تشرف على علاجهم في أحد مشافي الموصل. وليد خالد شاب جامعي أصيب بعضة كلب شرسة، وهو الآن يرقد في مستشفى الموصل وهو بحالة حرجة جداً، ويطالب خالد عبر (الصباح) محافظ نينوى والحكومة المحلية بالتدخل العاجل لحل مشكلة الكلاب السائبة والمنتشرة في الموصل، التي ازدادت بشكل مضاعف خلال الأيام الأخيرة حتى داخل الأقسام الداخلية، إذ شهدت المناطق القريبة من تلك الأقسام انتشار عدد من الكلاب.
قامت لجنة مكافحة الكلاب السائبة وبالتعاون مع قسم الـ k9، بقتل أكثر من 80 كلباً جنوبي الموصل، إذ أعلنت مصادر أمنية في شرطة نينوى أن لجنة الكلاب السائبة، وبالتعاون مع قسم الـ k9 قتلت عدداً من الكلاب منذ وقت قريب، على خلفية هجومها على الأطفال في أيمن الموصل، مؤكدة أن اللجنة بالتعاون مع K9 استنفرت مفارزها على خلفية ورود معلومات بالهجوم على عدد من الأطفال وتعرضهم لإصابات شبه خطيرة، إذ توزعت هذه المفارز بين منطقتي العبور الأولى والثانية.
اجراء متأخر
لكن والد الطفل المصاب بعضة كلب عمر حسن أكد لـ (الصباح) أن "عملية قتل الكلاب من قبل اللجنة المختصة كان من المفترض أن تنفذ قبل عدة أشهر، بعد ما تقدم الناس بطلب وشكوى للجنة المختصة بهذا الأمر، وتم رفض الطلب في الحال من قبل الحكومة المحلية، لكن بعد تعرض عشرات الأطفال للإصابة باشرت اللجنة بمتابعة الحالة.
وتجرى مكافحة الكلاب السائبة وفقاً للقانون رقم (48) لسنة 1986، الذي ينص في المادة الرابعة منه على مكافحة الكلاب السائبة في الطرقات العامة، وخارج المنازل وفي المدن والقصبات والمناطق الريفية بالقتل أو القنص أو أية طريقة أخرى، على أن تتولى الجهات المختصة جمع الكلاب وحرقها في أماكن بعيدة عن المدن والمناطق السكنية.