بغداد: حسين ثغب التميمي
أثارت النشاطات الزلزاليَّة التي تشهدها المنطقة حفيظة الكثير من المواطنين والمعنيين بالشأن الاقتصادي، وباتت تثار التساؤلات عن مدى مقاومة الأبنية في العراق لأيِّ نشاط زلزالي متوقع، وهنا جاءت إجابة المختصين بضرورة تشكيل فريق متخصص بفحص الأبنية يؤشر مدى قدرتها على تحمل أي طارئ زلزالي.
الخبير في شأن الاستثمار الدولي خالد الجابري طالب بتشكيل فرق متخصصة بمتابعة واقع المباني في المدن العراقية والتي بنيت وفق كودات بناء مختلفة، وذلك تحسباً لتلافي المخاطر التي قد يتعرض لها سكان المدن جراء النشاطات الزلزالية التي تشهدها المنطقة التي تزداد المخاوف من وصول تأثيراتها إلى البلاد.
وأكد أهمية أن يكون هناك تعاون بين الفرق المقترحة وأمانة بغداد لتصنيف المباني وتحديد مدى تحملها لأي نشاط زلزالي وإعلام سكانها، ليكونوا على حيطة وحذر ويغادروا المنازل وقت الخطر بشكل سريع.
ولفت إلى أنَّ هذه العملية اليوم لم تعد خياراً وإنما إلزام لحماية المواطنين من خطر حقيقي ومتواصل تتعرض له مناطق مجاورة للعراق، الأمر الذي يحتم علينا أن نتوجه إلى إحصاء البنايات وأعمارها، لا سيما أنَّ بعض المناطق تحتوي بنايات قديمة وتكون أكثر عرضة لخطر الزلازل.
وشدد الجابري على ضرورة تدقيق مواصفات ومخططات المشاريع السكنية قيد الإنشاء والوقوف على مدى رصانتها ومقاومتها لأي طارئ زلزالي، وأن يتم فحص المباني ومعرفة نقاط القوة والضعف فيها لمعرفة مدى رصانتها.
وأشار إلى إمكانية معالجة الأبنية التي يثبت وجود خلل في بعض مفاصلها، أما التي لا يمكن معالجتها، فيجب أن تهدم ويعاد بناؤها وفق المواصفات النوعية العالمية، لافتاً إلى أنَّ البلاد تحتاج إلى عدد كبير من المشاريع في عموم مناطق العراق، الأمر الذي يحتم على الجهات المعنية العمل باتجاه ترصين آليات البناء من خلال اعتماد مواصفات عالمية تقاوم جميع التحديات.
يذكر أنَّ وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني استجاب لمطالب القطاع الخاص بإتاحة الفرصة للكفاءات الوطنية من خلال تفعيل دور المكاتب الهندسية الاستشارية غير الحكومية والتي تمثل القطاع الخاص المسجلة بموجب قانون رقم 16 لسنة 2000.
وبيّن الجابري "إمكانية تنفيذ مشاريع التصميم الجديد عبر الاستثمار باستثناء مشاريع البنى التحتية"، مشيراً إلى أنَّ "مدينة بغداد مدينة معمرة وهذا ما يميزها عن غيرها، ولكن عانت إهمالاً لفترة طويلة، وبحسب المخططات يجب توسعة مدينة بغداد بأربعة اتجاهات، شرقاً باتجاه نهر ديالى وصوب الجنوب باتجاه مدينة الحلة وغربي بغداد باتجاه المساحات الزراعية في أبو غريب ومنطقة عكركوف وشمالاً بعد مدينة الحسينية، ولكن هذه تعاني من أنَّ المخطط يختلف عن الواقع الحالي".
وشدد على "حتمية دعوة المكاتب الاستشارية المحلية التي لها شراكات مع مكاتب عالمية لوضع تصاميم جديدة للمدينة خلال عام ونصف العام ونحن نملك الخبرات التي يمكنها تنفيذ أفضل التصاميم والتي ترتقي إلى العالمية".