بغداد: الصباح
عدّ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس السبت، أنَّ الموظف المخلص هو الأداة الرئيسةُ التي تعتمد عليها الحكومةُ في تنفيذ برامجها وإصلاحاتها، مشيراً إلى أنَّ الجميع سيخضع للتقييم بدءاً من أبسط موظف ووصولاً إلى أعلى مستوى.
وذكر بيان لمكتبه، أنَّ "رئيس الوزراء، كرّم نخبة من الموظفين المتميزين والمبدعين في مؤسسات الدولة، وذلك خلال فعاليات الموسم الخامس لمهرجان (يوم الوظيفة) الذي أقامته محافظة بغداد بالتعاون مع جامعتي بغداد والمستنصرية".
وقال السوداني، في كلمة له خلال المناسبة: "نلتقي هذا الجمع المميز من الموظفين الذين يمثلون نماذج يُحتذى بها في الإيثار والإخلاص والنزاهة، إذ يحمل كلُّ واحد منهم قصة عظيمة تستحق التقدير، منها قصة سائق الشاحنة الذي اغتال الإرهاب ابنه، الذي كان يقود أيضاً شاحنةً محملةً ببضاعة تعود إلى الدولة، فرفض تشييعه إلى أنْ تُسلَّم البضاعة إلى مكانها، وضرب مثالاً في النزاهة والصبر والالتزام" .
وأضاف، "كذلك حكاية مدير المركز الامتحاني الذي استيقظ صباحاً على صراخ في بيته بسبب وفاة ابنه، وبدلاً من تشييعه، ذهب إلى المركز الامتحاني وفتح المدرسة للطلاب لتأدية امتحاناتهم، فكان مصداقاً للصبر الجميل والحرص على مستقبل الطلاب، فضلاً عن ملحمة الفريق الطبي في مستشفى الواسطي الذي عمل يوماً كاملاً، بنهاره وليله، لزراعة ذراع لطفل عراقي كانت مفصولةً عن جسده، إضافة إلى قصة عراقية تعمل في شركة كيماديا، استطاعت بنزاهتها وحرصها وإخلاصها أن تستعيد (50) مليون دولار، كانت من الممكن أن تذهب لجيوب الفاسدين، بعد أن خفَّضت أحد عقود اللقاحات من (80) مليون دولار، إلى (30) مليون دولار" .
وأشار إلى أنَّ "هذه الحكايات نماذج لحكايات كثيرة كان أبطالها عراقيين وعراقيات، لكن ما يؤسف له أنَّ الكثير من وسائل الإعلام تنقل الصور والحكايات السلبية فقط، ولا تتناول الحكايات الإيجابية التي لدينا منها الكثير" .
ولفت السوداني، إلى أنَّ "الواجب الوطني والمهنية يتطلبان أن يهتم الإعلام بهذه الصور المشرقة، وألا ينشغل ببث الإحباط والسوداوية بين الناس، بتصوير جميع الموظفين بأنهم فاسدون ومرتشون وغير مخلصين في أداء واجباتهم" .
وبين أنَّ "الحكومة رسمت منهجاً متكاملاً في الإصلاح الإداري في جميع مؤسسات الدولة، لتحقيق برنامجها ورؤيتها، يتمثل بترشيق أداء المؤسسات، ووضع حد للفساد والمحسوبية والروتين"، مشيراً إلى أنَّ "الموظف المخلص والحريص والنزيه والكفوء، مهما كان عنوانُه، هو الأداةُ الرئيسةُ التي تعتمد عليها الحكومةُ في تنفيذ برامجها وإصلاحاتها" .
وتابع رئيس الوزراء، أنَّ "الجميع سيخضع للتقييم بدءاً من أبسط موظف ووصولاً إلى أعلى مستوى بمن فيهم المتحدث (رئيس الوزراء)"، لافتاً إلى أنه "لا يمكن أن نستمر بالمعاناة ونطلب من الشعب أن يتحمل المحسوبية هنا أو هناك، التي جلبت هذا المسؤول أو الموظف المقصِّر أو الفاسد" .
في عضون ذلك، تفقَّد رئيس الوزراء الأعمال الجارية في شارع أبي نواس، التي تُنفذ حالياً ضمن حملة (بغداد أجمل)، واطلع على سير الأعمال فيه، والتقى العاملين ومهندسي المشروع، الذي يتضمن تطوير الشارع وتأهيله وإكساءه، وتطوير الطريق المحاذي لنهر دجلة.
كما تفقّد السوداني معسكر الرشيد، واطلع على حجم التجاوزات فيه، ووجَّه بعقد اجتماع عالي المستوى من أجل إعادة تخصيص أراضي معسكر الرشيد وإحالتها إلى شركة مستثمرة تقدم رؤية لتطويرها وتحويلها إلى بارك ومساحة خضراء، وجعلها منتجعاً لأهالي بغداد، ووجَّه بفتح شارع باتجاه منطقة الزعفرانية ضمن مشروع فك الاختناقات المرورية.
وأشاد رئيس مجلس الوزراء بـ"جهود أمانة بغداد في مجال المشاريع الخدمية"، مبيناً "حاجة المواطنين إلى المتنزهات لتكون متنفساً لهم، إلى جانب حاجتهم للخدمات الأساسية" .
وأشار إلى "سوء استخدام أراضي الدولة، بذريعة الاستثمار، فانتشرت المجمعات السكنية الاستثمارية والمولات في مركز بغداد وتسببت باختناقات مرورية"، موجهاً بـ"منع تحويل مناطق ضفتي نهر دجلة التي تعود لبعض الوزارات إلى مكان للنفايات، وأمرَ بتطويرها، ابتداءً من منطقة الكريعات" .
وأكد "أهمية دخول القطاع الخاص في مشروع تطوير ضفتي النهر، على أن تكون المطاعم والكازينوهات، التي ستقام ضمن مواصفات وتصاميم تمتاز بالجمالية والبساطة"، مبيناً أنَّ "هناك العديد من الكفاءات الهندسية القادرة على تقديم دراسات لنماذج تنفذ بإمكانياتنا في منطقة ضفتي دجلة" .