حضيري أبو عزيز بين البندقية والسدارة

ثقافة شعبية 2023/03/09
...

 يرويها: علي ناصر الكناني

ذكر عازف القانون سالم حسين أنه تعرف على حضيري أبو عزيز للمرة الأولى في عام1932 خلال حضوره إحدى الحفلات الشعبية في سوق الشيوخ. 

وقد شارك في تلك الحفلة رموز الفن والثقافة في المدينة منهم الشاعر الملا جادر والملا شنين وآخرون، فلفت انتباهه شخص يرتدي زي الشرطة ويحمل بيده بندقية يجلس في الصف الأمامي بعد أن وضع بندقيته وسدارته إلى جانبه، وبدأ يغني بصوت جهوري جميل وكان مطلع الأغنية يقول (لا طاير ولا حاط خلاني أحومي) فعرفته فيما بعد كما يذكر الفنان حسين أنه المطرب حضيري أبو عزيز الذي اشتهر بإجادته

لـ «طور الحياوي».

وحظي المطرب الريفي الراحل حضيري أبو عزيز بمكانة كبيرة قل نظيرها، كونه امتلك موهبة فريدة في الغناء منذ أيام صباه الأولى حتى صار ذلك الصوت الجنوبي الشعبي الممتلئ عذوبة في الأداء لألحان وأغنيات كانت بالأمس وما زالت تشكل البدايات الأولى للأغنية الريفية في العراق، يوم كنا نفتقد لأبسط مستلزمات التوثيق والتسجيل الصوتي الحديثة، حتى انتشار جهاز الگراموفون أو (صندوق اليغني) وذلك في بدايات القرن الماضي. 

يذكر أن الراحل أبا عزيز دخل سلك الشرطة العام1927 وحصل على رتبة نائب عريف، لكن ذلك لم يمنعه من المشاركة في الحفلات الغنائية التي كانت تقام في الناصرية وسوق

الشيوخ.