كلوني يطمح لمزيدٍ من التنوع بين العاملين في السينما

ثقافة 2023/03/13
...

  لوس انجليس: أ ف ب


تتناقش جاساراي خواريس مع زملائها في العناصر الضرورية لنجاح أي دعاية، من الموسيقى وصولاً إلى طريقة التصوير وكيفية إبراز الشخصيات... فالتلميذة البالغة 14 سنة ستبتكر إعلاناً وتعرضه أمام طلاب صفّها. وتأمل خواريس في أنْ تبدأ بعد سنوات قليلة العمل في المجال السينمائي، بفضل برنامج أطلقته إحدى مدارس لوس أنجليس بدعم من الممثل جورج كلوني يرمي إلى تدريب التلاميذ المتأتين من فئات فقيرة على دخول سوق العمل الخاص بعالم السينما.

تقول المراهقة: "أنا سعيدة جداً لأنني أتعلّم كيفية صنع الأفلام (...) وكتابة السيناريوهات".

ويتحدر 90 % من طلاب مدرستها "رويال ليرنينغ سنتر" من أميركا اللاتينية، بينما تتأتى غالبيتهم من أسر فقيرة. ويرى هؤلاء أنّ عالم هوليوود وجادته المليئة بالنجوم، الواقعة على بعد بضعة كيلومترات فقط من المدرسة، لا يزالان صعبي المنال.

لكنّ المدرسة أطلقت في أيلول تدريباً متخصصاً في المجال السينمائي للتلاميذ من الصف الأساسي التاسع حتى الثانوي الثالث، مدعوماً من النجم جورج كلوني وممثلين آخرين بينهم إيفا لونغوريا ودون تشيدل، بالإضافة إلى شركات إنتاج منها "وارنر براذرز" و"باراماونت" و"ديزني"، في خطوة ترمي إلى المساعدة في تمويل المشروع.

ويرمي البرنامج إلى استهداف النقص في التنويع لناحية الأصول والأعراق في المجال السينمائي الأميركي والذي غالباً ما يلقى انتقاداً خلال حفلات توزيع جوائز الأوسكار.

وقال كلوني في بيان "ينبغي العمل باكراً على الفئات الشابة" حتى تُحلّ المشكلة، مضيفاً "يجب ابتكار برامج في المدارس الثانوية تعلّم الشباب تقنيات التصوير الفوتوغرافي وتوليف المشاهد، فضلاً عن كل ما يتعلّق بالمؤثرات البصرية والصوتية ومختلف المجالات الوظيفية التي يوفرها قطاع السينما".

وفي كلمة له خلال إطلاق البرنامج في أيلول، أشار كلوني إلى أنّ "قطاع السينما في الولايات المتحدة يضم 65 ألف وظيفة تقنية"، غير معروفة إلى حد كبير. ومنذ أن باتت هوليوود تدرك مسألة نقص التنويع فيها عقب الجدل الذي أثارته حملة "أوسكارز سو وايت (#OscarsSoWhite) عام 2015، ازداد التطرق إلى موضوع تمثيل الأقليات على الشاشة.

وتقول بريتاني هيلغرز التي تدرّس أساسيات السينما للطلاب وتعمل منذ 12 سنة في مجال كتابة السيناريو "هناك مشكلة فعلية في مسألة التنويع وبخاصة في أطقم عمل الأفلام".

وفي إحدى الدراسات القليلة عن هذا الموضوع، قامت كلية أننبرغ للتواصل والصحافة في جامعة جنوب كاليفورنيا بدراسة أطقم عمل 300 فيلم بين عامي 2016 و2018. وأتت النتيجة أنّ 80 % من العاملين في توليف المشاهد (مونتاج) هم من الرجال البيض، فيما لم تتعد نسبة المسؤولات عن تنسيق الملابس المتحدرات من الأقليات الـ14 %.

ولإحداث تغيير في هذا الخصوص، تعوّل المدرسة على النقابات وشركات الإنتاج الشريكة لها لتأمين تدريبات ووظائف للتلاميذ. وبعد عام من التخصص العام في القطاع السينمائي، يبدأ كل تلميذ بالتخصص تدريجياً في المجال الذي يودّ العمل فيه.

وتقول هيلغرز إنّ "الراغبين في العمل بمجال توليف المشاهد، سيتعلّمون كيفية استخدام البرنامج الذي يستعمله المتخصصون"، مشددةً على فكرة توظيف من سيتخرّجون مستقبلاً.

وتعتبر مديرة المدرسة بلانكا كروز أنّه في قطاع يفتقر إلى الوجوه الجديدة، "من المهم أن يبدأ العمل على التلاميذ وعدم الانتظار كي يصلوا إلى مرحلة التخصص الجامعي، لأنّ ليس الطلاب جميعهم مُتاحة امامهم فرص الوصول إلى هذه المرحلة".