السماوة : نافع الناجي
رأى متخصصون في مجال الطاقة والاقتصاد أن المثنى مقبلة على تحسُّن في المستوى الاقتصادي من خلال زيادة المردودات المالية وجذب المستثمرين، لاسيما بعد الإعلان عن المباشرة بتطوير حقل (أريدو) ضمن الرقعة الاستكشافية التشاركية العاشرة مع محافظة ذي قار.
وأصبحت المثنى، أحدث المحافظات المنضمة لنادي الإنتاج النفطي في البلاد، بعد إعلان وزارة النفط مؤخراً توقيع وثيقة الإنتاج التجاري لحقل (أريدو) النفطي.
وعدَّ وزير النفط حيان عبد الغني، تطوير الحقل من المشاريع الواعدة لانه سينتقل من مرحلة النشاط الاستكشافي إلى مرحلة الإنتاج الفعلي بمعدل 250 ألف برميل يومياً، فيما بين أن التوقعات تشير إلى أن حجم المخزون النفطي للحقل خصوصاً مكمن (مشرف) حيث يضم خزيناً نفطياً يتجاوز 13 مليار برميل.
وقال الخبير والمحلل لأسواق الطاقة، عمر الحربي لـ"الصباح": إن حقل (أريدو) يعدُّ المشروع الأول الذي لايُحرق فيه الغاز المنتج، بل يُستثمر بشكل كامل مع عمليات التطوير واستخراج النفط للإفادة منه في تشغيل محطات الكهرباء وتقليل عمليات استيراد الغاز.
وأضاف أن إنتاج الحقل بشكل فعلي سيكون في صيف العام 2024 وبعدها ستكون المثنى منتجة للنفط، مبيناً أن المشروع يستهدف تشغيل الطاقات المعطلة، إضافة إلى تنشيط الحركة الاقتصادية التي ستنعكس إيجاباً على مجمل نشاط المحافظة مع مردودات مالية وجذب المستثمرين.
وأشار الحربي إلى أهمية تطوير المصفاة الوحيدة في السماوة وتنويع وحدات التكرير فيها لتواكب الطلب الكبير على المشتقات النفطية بأنواعها.
وتم اكتشاف حقل (أريدو) نتيجة الفعاليات التي قامت بها الشركات العالمية عقب توقيع عقود الاستكشاف والتطوير في العام 2012، إذ جرى التوصل إليه بناء على نتائج المسوحات الاستكشافية، وفي العام 2016 تم توقيع عقد مع شركتي (لوك أويل) الروسية و(إنبكس) اليابانية ضمن جولة التراخيص الرابعة لتطويره، لكن خبراء نفطيين رأوا أن الفضل في اكتشافه يعود للشركة الوطنية العراقية.
بدوره، قال الخبير الاقتصادي مضر الظالمي لـ"الصباح": إن الحقل سيضيف رصيداً عالياً إلى الاحتياطي الوطني، وتحسين المستوى الاقتصادي للمحافظة، بعد تحولها إلى منتجة للنفط الخام.
وأضاف أن الاكتشافات النفطية العملاقة في البلد تبعث رسائل اطمئنان إلى البنوك الدولية والمستثمرين بقدرة العراق على تنفيذ التزاماته على الميادين كافة.
وزاد الظالمي أن العراق يعطي إشارات واضحة لأسواق الطاقة تفيد بإن هناك إمكانية لإدامة الصادرات النفطية على مدى عقود، مؤكداً أن هذه الاكتشافات الجديدة ستُسهم أيضاً في وضع العراق في سلم ائتماني
أعلى.
وتمتلك المثنى رقعة استكشافية تشاركية ثانية هي مع محافظة النجف، تعمل فيهما الشركة الوطنية للاستكشافات النفطية و(باشنفت) الروسية.
وتظهر بيانات وزارة النفط أن هناك أكثر من 84 حقلاً نفطياً مكتشفاً، لم يطوّر منها غير 35 حقلاً، إضافة إلى وجود 400 موقع من المرجح احتواؤها على النفط والغاز، يتم إعدادها للتنقيب والاستكشاف.
تحرير: علي موفق