الصِّلات الأسريَّة في شعر الفرزدق

ثقافة 2023/03/14
...

 النجف: صلاح حسن السيلاوي


ألقت الشاعرة الدكتورة إسراء العكراوي محاضرة بعنوان (الصلات الأسريّة في شعر الفرزدق) عبر أمسية أدارتها الدكتورة إيناس العبادي على قاعة اتحاد أدباء النجف الاشرف وسط المدينة. 

ابتدأت العبادي إدارتها للجلسة بالحديث عن أهمية الفرزدق شعريا وأثره فقالت: كان يعد شاعر قبيلة تميم التي كانت تنزل في الجاهلية شرق الجزيرة وتمتد من اليمامة الى شواطئ الفرات، كان يكنى بأبي فراس وهو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجي بن عقال وأغلب الظن أنه ولد في سنة عشرين للهجرة. 

كان يعتد بآبائه جدا، وأمتاز شعره بورود الغريب والنادر من لغة العرب حتى قيل لولا شعر الفرزدق لذهب نصف اللغة. 

ابتدأت العكراوي محاضرتها (الصلات الأسرية في شعر الفرزدق) متحدثة عن شعره الذي تضمن تلك الصلات، فضلاً عن أثر البيئة، وكيف كان يمثل لساناً لقبيلته، مشيرة إلى صلابة علاقته بأسرته الأولى التي تمثل علاقة فخر واعتزاز، لافتة إلى اعتداده بنسبه حتى أنه كان يجير على قبر أبيه غالب، ويطعم زواره، وله قصائد يذكر فيها أن أباه الميت الوحيد الذي كان يطعم الأحياء، وأن تلك الروح تظهر في رثائه لأخيه هميم بن غالب، مبينة أن في شعر الفرزدق كثير من هذا، فضلاً عن ذكر قبيلته وأهله وأبناء عمه خاصة وأنه ينتمي الى بيت من أشرف بيوت تميم، وهذا ما جعله يفتخر في إحدى قصائده بنسبه أمام سليمان بن عبد الملك.

كما استطردت العكراوي بالحديث عن حضور زوجات الفرزدق في شعره وصلته فيهن، ومن أشهرهن النوار ابنة عمه، التي كان لاسمها وبعض تفاصيل حياتها معه حضور واضح في شعره، للدرجة التي كان يفتتح بعض قصائده باسمها، وقد حضرت أسماء بعض زوجاته الأخريات في شعره، مثل الحدراء وجهينة، وتبين المحاضرة أن الفرزدق كان يمتدح هجينة والحدراء في بعض قصائده لإغاضة النوار التي كان يحبها وطالما كانت تتمرد عليه، كما تشير بعض المصادر الى أنه تزوج اثنتي عشرة مرة. 

وقد خصصت العكراوي القسم الأخير من محاضرتها لأثر أبناء الفرزدق في شعره الذين أوردت اسماءهم الغريبة: خبطة ولبط وسبط وركض من زوجته النوار وزمع وكان شاعراً إلا أنه لم يبلغ مبلغ أبيه، وكان له أولاد آخرون ماتوا ولم يعرفوا حسب المحاضِرة وخمس أو ست بنات ويبدو الفرزدق في شعره رؤوفاً ومحبا لأبنائه يود أن يكون شاباً ليقف إلى جانبهم وهناك شعر له عن عقوق ابنه لبط، كما هنالك رثاء عن أبنائه الذين ماتوا، أما علاقة الفرزدق ببناته فتؤكد المحاضِرة على أنه كان يهتم بهن ويقدمهن على عكس العرب آنذاك حتى أنه كان يكنى بأبي مكية أحيانا من دون أبنائه.