علي العقباني
عندما انتشرت ظاهرة المسلسلات المدبلجة في ثمانينيات القرن الماضي وما بعدها، ذهب عدد كبير من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ليمارسوا دوبلاج المسلسلات والأفلام، ولا سيما في تلك الفترة مسلسلات الأطفال التي كانت آتية من اليابان، وعشنا في طفولتنا على إيقاع تلك الأصوات الجميلة في مسلسلات (غراندايزر، هايدي، ماوكلي، الكابتن ماجد، حكايات عالمية، وفلة.. وغيرها) واستمرت هذه الظاهرة إلى اليوم وشارك فيها ممثلون مشهورون، وأصبحت لها جوائز ومسابقات ومكانة خاصة في عالم التلفزة المعاصرة.
وخلال حفل منح جوائز إنمي 2023، الذي أقيم مؤخراً في العاصمة اليابانيَّة طوكيو فازت الفنانة السوريَّة أمل حويجة مواليد 1970، بجائزة أفضل أداء صوتي عربي، عن دورها في دوبلاج، شخصيَّة غون فريكس، في مسلسل القناص، وانتزعت حويجة الجائزة بكل جدارة، وهي الشهيرة في عالم دوبلاج أفلام الكارتون والإنمي، وسبق لها أن أدت دور ماوكلي، وشخصية الكابتن ماجد، والصياد الصغير رامي، وفلة في مسلسل فلة والأقزام السبعة، فضلا عن الكثير من الشخصيات الكارتونية الأخرى التي اشتهرت ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وعبر عديد المسلسلات نجحت أمل حويجة باجتذاب مخيلات الأطفال، وجعلهم يعيشون تلك الشخصيات وكأنّها منهم، فهي تمتاز بأنّها تعطي للشخصيات التي تؤديها بُعداً حيوياً جميلاً، لدرجة لو أنك من جيل التسعينيات، وبمجرد ذكر اسم أمل سيقفز إلى ذهنك صوت الكابتن ماجد، وماوكلي وفلة وغيرها.
وعلى الرغم من تناقض تلك الشخصيات، بين المحارب الرياضي، والأنثى الرقيقة، وفتى الأدغال الذي يعيش بين الحيوانات في الغابة، إلا أن حويجة نجحت في تلوين صوتها وإيصال الغرض الحقيقي من الدوبلاج، ليتلقفه المشاهد الطفل كما لو أنه صوت الشخصية الحقيقي بالفعل. وكان من بين المرشحين، كلٌّ من عُلا زيدان بدور مارين كيتاغاوا، وعادل أبو حسون بدور كاغي، فضلا عن آمال سعد الدين التي أدت دور المحقق الشهير كونان، وناجي مخول بدور إيتشيغو كوروساكي، والمنافسة الأخيرة، مهجة الشيخ بدور إيزوكو ميدوريا.
وأمل حويجة هي إحدى خريجات المعهد العالي للفنون المسرحيَّة في جامعة دمشق، وبدأت مسيرتها الفنيَّة منذ العام 1988.
إلى جانب دوبلاج الكارتون والإنمي، فإنَّ حويجة، شاركت بالكثير من الأعمال المسرحيَّة، وكانت البطلة الرئيسية في غالبيتها، سواء كانت موجهة للأطفال أو للكبار، وإلى جانب تألقها في الدوبلاج والأعمال المسرحيَّة، فإنَّ حويجة تعد من كاتبات القصة القصيرة، وفي العام 2009، عملت الفنانة السورية في مجلة ماجد للاطفال الصغار، وسافرت إلى دبي، حيث أسست فرقة مسرحية مع أصدقاء لها في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتعيش الفنانة السورية حالياً مع أسرتها في أوروبا، أما عن تجربتها السينمائية، فإنَّ أمل حويجة استطاعت أن تحصل على فرصة يتيمة في فيلم «الطحالب» مع المخرج السوري الراحل ريمون بطرس، ومع ذلك كانت في الإمارات موضوع فيلم سينمائي وثائقي للمخرجة نجوم الغانم بعنوان “أمل” الذي تدور أحداثه حولها كإنسانة وفنانة، حصل على إحدى الجوائز المهمة في مهرجان دبي السينمائي.