الموصل: شروق ماهر
طالب سكان الموصل القديمة الحكومة المحلية في نينوى، بإعمار منازلهم المدمرة والإيفاء بالوعود التي قطعتها منذ عدة أعوام، في وقت تسلمت فيه المحافظة مبالغ طائلة، وخاصة الموصل القديمة تزامناً مع عودة النازحين إلى مناطقهم، إذ طالبوا في الوقت نفسه بمتابعة معاملاتهم الخاصة بتلك التعويضات.
وعود
محمد جرجيس من أهالي المنطقة القديمة قال: «لقد تضرر منزلي بشكل لا يوصف، إذ أصبح يشبه الركام، كما احترقت سيارتي لذلك قمت بتقديم أوراقي للحصول على تعويض، لكني لم أتسلم أي مبلغ حتى الآن وما زلت أسكن حتى اللحظة بمنزل مستأجر، وظروفي المادية صعبة جداً، فأنا مضطر لإعالة أطفالي الثلاثة». مضيفاً: منذ عام 2017 وإلى يومنا هذا لم تكتمل (معاملة التعويض)، لذا يناشد جرجيس جميع الخيرين والطيبين، لأنه تعب جداً من مراجعة الدائرة الخاصة بالتعويضات التي بدورها تلقي بلائمة التأخير والتباطؤ في سير الاجراءات الخاصة بالتعويضات، على قلة الموظفين في اللجنة الفرعية في نينوى.
بينما تناشد الحاجة سهلة جاسم (70عاماً) الجهات ذات العلاقة، بالإسراع في إكمال المعاملات ومنح التعويضات لمستحقيها، فهي منذ أكثر من 6 أعوام أي بعد العمليات العسكرية ومنزلها مهدم وأغلب أولادها ما زالوا يسكنون في مخيمات النزوح، فهم غير قادرين على إعمار المنزل على نفقتهم الخاصة.
واستدركت جاسم قائلة: «إلى متى نبقى بانتظار الحكومة المحلية التي لم نر منها سوى الوعود، رغم تسلمها مبالغ طائلة، لكننا لم نر أي تعويض، فإلى متى نبقى نناشد دون جدوى».
ويبين الحاج سعيد الطحان (65 عاماً) أنه ما زال يقطن مع أسرته المكونة من9 أشخاص في غرفتين داخل إحدى مدارس الجانب الأيمن من الموصل، بسبب عدم تمكنه من دفع إيجار أي منزل حتى لو كان صغيراً جداً، إذ ما زالت أعداد لا تحصى من المنازل مهدمة ولم تصلها حملات الإعمار والبناء التي أعلن عنها، فالفقراء يعانون منذ أعوام، لأن الكثير منهم خسروا منازلهم وبقوا دون مأوى.
ألوان زاهية
كانت الموصل القديمة كما يطلق عليها تمتاز بألوان بيوتها الزاهية، فهناك من يصبغها بالأزرق أو الحناء وبأزقتها الضيقة التي كانت عامرة بالسكان، لكن بعد دخول «داعش» تحول جزء كبير منها إلى دمار وحطام، ذلك الجانب الذي كان يتمتع بالتنوع الديني ففي جانب تجد كنيسة وفي آخر جامعاً، لكنهم جميعاً تعرضوا إلى الدمار والهدم وما زال سكان الموصل القديمة بانتظار حملات إعمار كبيرة، تعيدهم إلى منازلهم وأحبائهم تلك البقاع التي فقدوها بسبب المعارك التي دارت بين عصابات داعش الإرهابية وقوات الجيش، من أجل تحرير المدينة من براثن تلك العصابات الإرهابية.
مشاريع جديدة
محافظ نينوى نجم الجبوري أوضح لـ (الصباح) أن شوطاً كبيراً جداً من حملات الإعمار قد قطع، إذ تشهد الموصل اليوم جملة من المشاريع، فقد تمت إعادة إعمار المجسرات مع إضافة أخرى جديدة، فضلاً عن المجمعات السكنية، وعدد من المشاريع التي كانت أغلبها قيد الإنجاز، فضلاً عن أخرى كانت تعاني من الدمار، وتابع الجبوري: أن حجم الدمار الذي شهدته المحافظة كبير جداً في حين أن المبالغ المتوفرة لا تفي بالغرض تماماً، ولكن هذا لم يمنع من إقامة واستكمال مشاريع خدمية، ومحاولة إحياء نينوى من جديد وإبرازها بحلة جديدة، كما أن رغبة أبناء المحافظة بإعمار مدينتهم، وتحسين واقعها هي الدافع الأكبر لتلك المشاريع المهمة.
بينما عزت اللجنة الفرعية لتعويضات نينوى أسباب التأخر بإنجاز المعاملات لقلة الموظفين فيها، إذ ما زالت هناك الآلاف من المعاملات لم تنجز، في حين أن عدد المستحقين كبير جداً، لذلك قررت الجهات ذات العلاقة غلق الدائرة بشكل وقتي لحين تزويدها بموظفين قادرين على إنجاز معاملات المتضررين، والذين هم أيضاً أعدادهم كبيرة جداً.