بغداد: محمد إسماعيل
اِستجابة لمقترح الفنان كريم هميم؛ أقامت دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة، بالتعاون مع جمعية الموسيقيين، مهرجان القصيدة الفصحى المغناة الأول، على المسرح الوطني، مساء الخميس 9 آذار الحالي، الذي أقر موعداً سنوياً لتأصيله تقليداً ثقافياً دورياً. شاركت في المهرجان عشر أغانٍ، لشعراء عرب وعراقيين لحنها وغناها فنانون من أجيال متلاحقة.. قاد الفرقة الموسيقية المايسترو أحمد عبد الجبار.
أدارته الإعلامية عطارد عبد الخالق، واستهله وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم.. مدير عام الفنون الموسيقية وكالة، بكلمة جاء في خلاصتها: "نحاول في هذا المهرجان تقديم اِنموذجاً للجمال العراقي، بمشاركة كوكبة من داخل وخارج العراق، مختارين قصائد تتغنى بالأمل والأمنيات؛ فالأغنية ما زالت بخير" مؤكداً: "أقيم المهرجان بالتشاور مع أساطين الموسيقى".
وأعلن المشرف على المهرجان كريم هميم: "مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، بدأنا وسنواصل تحريك الساحة الثقافية ..موسيقياً.. من خلال مهرجانات ذوقية لاحقة، تؤسس على منهج أكاديمي سليم" واعداً: "سيعتمد هذا المهرجان سنوياً، ويردف بمهرجان دوري للقصيدة الشعبية المغناة، تعيد المجتمع العراقي الى سحر الوحدة الكبيرة في السبعينيات التي ما زالت شهادة للشعراء والملحنين والمطربين والمستمعين".
سيدتي
قهر الفنان عبد فلك، السرطان، مغنياً "سيدتي" شعر يوسف الصائغ وألحان طالب القره غولي، برغم حقنة الكيمياوي التي أخذها امس.. وطلب الوقوف حداداً على روحي الصائغ والقره غولي: "سيدتي.. يا عذبة العينين.. لا تسأليني متى لا تسأليني أين.. ففي زمان الحب والوفا.. يكون كل شيء بيننا بالدَين.. حتى دموع العين".
وأبدى الفنان د. محمد حسين كمر، سعادته بالقدوم من هولندا الى وطنه العراق عائداً بالذكريات الى العام 1982 عند وقوفه على المسرح الوطني للمرة الأولى، بمصاحبة يوسف عمر ود. حسين الأعظمي، ملحناً قصيدة "المُعَنى" التي غناها الفنان طلال هادي، من شعر العباس بن الأحنف.
وغنى الفنان د. كريم الرسام، قصيدة "أم عوف" شعر محمد مهدي الجواهري، وألحان باسم مطلب، ولحن المايسترو علي خصاف، الشابة رحاب.. القادمة من الديوانية، لتغني: "نسيتيني" من كلمات محمد المحاويلي، وغنى علي السلام "بغداد في قلبي" شعر علي هليل وألحان سرور ماجد.
ومن شعر اليمني أمين الحش، غنى الفنان كرم ثامر "ثوري" ألحان كريم هميم: "ثوري على قلبي المتيم ثوري.. يا من قتلتي عواطفي وشعوري" ولحن جمعة العربي "سيدتي" للمطربة الشابة مياسين، وأجاد الفنان قاسم ماجد، تلحين وغناء قصيدة "يا نجم ميسان" شعر عبد الرزاق عبد الواحد: "هذا نداؤكِ في سمعي، وفي بصَري.. لبَّيكِ.. أيُّ جناحٍ فيَّ لم يَطِرِ؟! مَن قال ننسى؟ نَسينا العمرَ أجمعَهُ.. ومن شعر عبد الجبار العاشور، غنى محمد العراب "الوفاء" ألحان سليم سالم.
مباراة
أضاف الفنان محمد الشامي: "كرس المهرجان ثقافة القصيدة" متمنياً أن: "يأخذ المهرجان شكل مباراة بقصيدة كبيرة، مثل نهج البردة أو رباعيات الخيام، أو نظيراتها، يؤدي المطربون العشرة مقاطع منها".
ولفت الشاعر مناضل التميمي: "المهرجان يعد تجربة مثمرة حركت الساحة الثقافية العراقية.. بشعرائها وملحنيها ومطربيها وعازفيها" وأفاد الموسيقار سليم سالم: "رد عنيف على النتاج الغنائي الهابط منذ عشرين عاماً".
نوه مخرج الحفل شوقي فريد: "لأنه مهرجان فصيح جعلت الأجواء عباسية.. زمن انتعاش قصائد الحب في بغداد" مواصلاً: "نحرص على تأصيله كتقليد سنوي والانتشار به دولياً".
تابع عضو اللجنة التحضيرية الموسيقار د. دريد الخفاجي: "تجارب تلحين من دون تحديد شكل القصيدة.. عمود أم حر أم نثر، جمعت فنانين محترفين مع هواة".
أشار رئيس جمعية الموسيقيين د. كريم الرسام: "القصائد المغناة كانت محصورة بتجارب فردية، جمعها المهرجان مثل خرزات المسبحة بآليات منهجية.. أعطينا فيه فرصة واسعة للشباب المبتدئين".
أوضح الفنان كرم ثامر: "قيمة كبرى حققها المهرجان في مسار تاريخ الموسيقى العراقية" وذكر المايسترو علي خصاف: "إنه مغامرة ذوقية عالية تعيد البهجة للذائقة بتقديم باقة جمال متفتح الأزهار" وأكمل محمد المحاويلي: "الفن الراقي باقٍ برغم التفاهات السائدة.. تنتشر كالآفة.. لكنها لن يكتب لها أن تستمر وتستحيل تراثاً إنما تقف عند محدوديتها.. أيام وتنتفي؛ فالجمال لن ينثلم لأن الظلام يعجز عن إطفاء شمعة.. شباب غنوا قصائد لشعراء كبار لحنها فنانون مبدعون سيكونون نسغاً واعداً لإدامة الفن الأصيل.. الملتزم".
لمحة
- عانى نصف المغنين العشرة من الإدغام وصعوبة النطق؛ لأن حناجرهم شعبية تعثرت بالفصحى، يستثنى د. كريم الرسام وطلال علي وقاسم ماجد وكرم ثامر.
- طغى تأثير كاظم الساهر، على الألحان.
- الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عبد الجبار، بذلت جهودا احترافية بالعزف المتقن.