القصيدة الغنائية

منصة 2023/03/15
...

سامر المشعل 



عاش الجمهور الذي حضر مهرجان القصيدة المغناة في قاعة المسرح الوطني مساء الخميس الماضي، بعوالم خارج حدود المألوف من المتعة التي عادة ما نسمعها من الاغاني الشعبية. اذ تداخلت خيوط الجمال بين الكلام باللغة العربية الفصحى والتي كتبها شعراء بأزمان وامكنة مختلفة منهم: الأحنف والجواهري ويوسف الصائغ وعبد الرزاق عبد الواحد ومحمد المحاويلي واسعد الغريري.. مع الألحان التي صاغتها مجموعة من المبدعين العراقيين، منهم الملحن الكبير طالب القره غولي وسرور ماجد وجمعة العربي وكريم هميم وباسم مطلب وعلي خصاف وقاسم ماجد ومحمد كمر.. وصدحت بهذه القصائد اصوات المطربين: كريم الرسام، عبد فلك، طلال علي قاسم ماجد،علي السلام وكرم ثامر.. قدم المهرجان اثنين من الأصوات النسائية الجديدة، وهما الشابة القادمة من محافظة الديوانية رحاب والشابة مياسين، اللتان شكلتا اضافة لروافد الغناء العراقي من الأصوات النسائية.

الشعراء والملحنون والمطربون مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو احمد عبد الجبار، انتظموا بحفل غنائي طربي نقلت الجمهور الى فضاءات ملونة من المتعة الطربية على مدى ساعتين من الزمن، تلقى الجمهور جرعة ذوقية من الطرب لقالب القصيدة، تبارى فيها المطربون لتقديم اجمل ما لديهم من فن وغناء.

مهرجان القصيدة المغناة خطوة بالاتجاه الصحيح في ترميم الذوق العام وإعادة مسار الاغنية في نصابها الصحيح، قامت به وزارة الثقافة متمثلة بوكيل وزارة الثقافة الدكتور عماد جاسم المشرف المباشر على المهرجان والمدير العام وكالة لدائرة الفنون الموسيقية في دعم واظهار المهرجان، وكذلك جهود الملحن كريم هميم مدير المهرجان بالتعاون مع جمعية الموسيقيين العراقيين متمثلة بالدكتور كريم الرسام. 

تلحين وغناء القصيدة ليس بالأمر الهين، انما يحتاج إلى ثقافة وصوت متكامل وإلمام واسع في الانغام والانتقالات النغمية، وأقامت هذا المهرجان على الرغم من تباين مستوى المؤدين وقوة الألحان، إلا أنها تعطي رسالة أن الفن الاصيل والملتزم ما زال متدفقا بالعطاء، العنوان الآخر من الرسالة، أن العراق ما زال ولودا بتصدير فن القصيدة، اضافة إلى الفنان كاظم الساهر، الذي استطاع أن يهيمن على عرش القصيدة العربية من دون منافس لاكثر من ثلاثة عقود، على الرغم من أن الساهر طبع روحيته على القصيدة وأصبح من الصعب الخروج من عباءته، إلا أن المهرجان استطاع أن يقدم لنا في بعض القصائد أساليب لحنية جديدة بعيدة عن روحية الساهر، وبذلك اعطى المهرجان مؤشرا ايجابيا بأن العراق ما زال بعافية الابداع في استيلاد الجمال والطرب بهوية ابداعية عراقية.

وهناك رسالة من صفحة موسيقى للقائمين على المهرجان أن يأخذوا بالحسبان في المهرجانات المقبلة مبدعي المحافظات، فقد وجه بعض مبدعي البصرة عتبهم بعدم تقديم الدعوة 

لهم.