دعونا نتحاور

منصة 2023/03/19
...

  شكر حاجم الصالحي


 في الوقت الذي اتسعت وتعددت فيه المجالس والمنظمات والنقابات والاتحادات الثقافية، فإن المتابع يلمس انحسار الحضور الشعبي للفعاليات المنظمة التي تقيمها تلك الجهات، وعلى الجهات المتخصصة هذه، التحرك الجدي لمناقشة ظاهرة العزوف المريع، لا سيما وأن ما نراه يؤكد وجود خلل بنيوي في العلاقة الفاعلة ما بين طرفي المعادلة، والسعي لترميم تلك الانكسارات الحاصلة في الجسد الثقافي، ولكي لا نطلق الكلام على عواهنه، نأخذ بالأرقام والوقائع انشطة أعرق مؤسستين ثقافيتين في محافظتنا بابل، وهما اتحاد الأدباء ونقابة الفنانين، حيث يبلغ عدد الأعضاء المسجلين في الاتحاد بحدود (190) عضواً، واعضاء النقابة يزيد على الـ (700) عضو عامل فيها، لكن الغريب في الأمر أن ما من فعالية أسبوعية يقيمها الاتحاد إلا واقتصر الحضور على ما لا يزيد حضور فعاليات نقابة الفنانين (الجماهيرية) على أكثر من خمسين متابعاً، ونزيد المشهد غرابة فنقول إن في بابل لوحدها جامعة رسمية وأكثر من جامعة وكلية أهلية تضم آلاف الطلاب، الذي يفترض حضورهم النوعي لتلك الأنشطة الثقافية المتنوعة، وعلى الجانب الآخر من المشهد هناك العديد من المجالس الأدبية التي تستوعب أعداداً لافتة للانتباه تزيد في كل الحالات على ما تعاني منه أعرق منظمتين ثقافيتين، ولا أريد هنا أن أشير الى تلك المجالس كي لا تقع تحت طائلة الإعلان المجاني لأنشطة تلك المجالس التي حققت حضورها الأسبوعي من خلال ما تقدمه من أمسيات جميلة تشهد حضور المرأة البابلية بشكل فاعل ومؤثر ومشارك في إنضاج الحوارات والمداخلات المنتجة.

ولا أريد في هذا الحيز الضيق اجتراح المعجزات وتغيير آلية الفعاليات والخروج عن نمطيتها المألوفة التي ما عادت تغري بالمتابعة والحضور والمشاركة المثمرة ،  ولكن أدعو مخلصاً الهيئات الإدارية لاتحاد الأدباء ونقابة الفنانين على وجه التخصيص الى عقد اجتماعات دورية للهيئات العامة بهدف مناقشة الواقع الراهن لها، والسعي لابتكار الجديد النوعي في تقديم الزاد الثقافي المعبّر عن اهتمامات الجمهور وتطلعاته المشروعة في النهوض بالأداء بما يعزز هيبة هذه المؤسسات وعراقتها وعمقها التاريخي الذي كنا نفتخر به على الدوام ،  وليس بكثير على أهل الشأن الثقافي من بذل الجهود المثمرة لإدامة زخم الفعل المنظم والارتقاء بمستوياته الى الأهداف المنشودة، وما دامت الإمكانات المادية متوفرة، فعلى هاتين المؤسستين العمل على اصدار مطبوع فصلي يوثق الأنشطة النوعية بشكل منظم، ولا بد في نهاية المطاف من إعادة النظر في شروط العضوية لهذه المنظمات المتخصصة، ومغادرة نمط الأخوانيات والمنافع الذاتية، وإلا سنصحو ذات يوم وقد زاد عدد الأعضاء بشكل مريع من غير النظر إلى الكفاءة والموهبة، ولات ساعة مندم، وأخيراً..

أدعو الأصدقاء في اتحاد ادباء بابل ونقابة الفنانين إلى الاسراع في وضع الحلول والخروج بأفضل النتائج التي تديم زخم زهونا في ثقافة بابل ومبدعيها الأعزاء.