السينما تطلق الأحلام

ثقافة 2023/03/20
...

علي حمود الحسن

انتهت الدورة الـ 95 لاحتفالية توزيع جوائز الأوسكار الكبرى، بفوز أفلام متوقعة، وقليل منها خارج التوقعات، تتشارك جميعها بمستوى فني عالٍ وثيمة موضوع مبتكر، لا مفاجآت سوى خروج معجزة جيمس كاميرون "افاتار.. طريق الماء"، و "عائلة فابلمنز" لسبيبرغ، خاليي الوفاض من سلة جوائز "أوسكار التميز"، إلا من جائزة أفضل تأثيرات بصرية  لـ "افاتار" ولم يحالف الحظ كولين فاريل صاحب الدور المركب في "حوريات أنشيرين"، ولا أوستن بتلر في "الفيس"، الذي قدم أداءً مشهوداً، مقترباً من شخصية "ملك الروك" حد التماهي، إذ خطف براندون فريزر جائزة أفضل ممثل عن دوره في "الحوت" لدارن آرونوفسكي، كذلك لم يرشح توم كروز لجائزة أفضل ممثل في فيلمه "السلاح الأمثل"، وبدا تغيير البساط الأحمر إلى "البيج" غير مقنع للكثير، غير ذلك، فإن معظم الأفلام المرشحة والفائزة أتاحت المنصات الرقمية مشاهدتها لعامة الجمهور، ولم تعد حكراً على الـ (7000) عضو من أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، التي تختار الفائزين. 

فيلمان استحوذا على معظم جوائز "أوسكار 95"، هما "كل شيء.. كل مكان، في الوقت ذاته"، الذي حصل على سبع جوائز، أبرزها أفضل فيلم وأفضل ممثلة وأفضل ممثل مساعد، فضلاً عن أوسكار أفضل إخراج وسيناريو أصلي لمخرجي الفيلم دانيال كوان، ودانيال شنيرت، الفيلم يجمع بين الفلسفة والكوميديا والخيال العلمي، فضلاً عن محنة الفرد وانسحاقه بإيقاع كوميدي، وأسلوب سردي فريد لا تستطيع اللحاق بإيقاعه، فيه ابتكار لأفكار وأحداث تنفتح على خطوط سردية تتجاوز الواقع من دون فك الارتباط به، والفيلم الثاني "كل شيء هادئ في الجبهة الغربية" للمخرج الألماني ادورد بيرغر، الذي فاز بأربع جوائز هي: أفضل فيلم أجنبي، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل تصوير، وأفضل تصميم إنتاجي، الفيلم مقتبس من رواية بالاسم ذاته للكاتب الألماني ريمارك ويحكي قصة جندي ألماني شاب يقع تحت تأثير الدعاية النازية، فيعمد إلى "تزوير" تاريخ ميلاده ليكون مؤهلاً للخدمة العسكرية، لكنه يكتشف بشاعة الحرب وقسوتها .

 ثمة فيلمان قصيران فازا بجائزتي أوسكار، أحدهما وثائقي هندي قصير بعنوان "همس الفيلة"  يتناول قصة أسرة تهتم بالفيلة "الممروضة " و"اليتيمة" وتحنو على هذه المخلوقات الحساسة، وهي الجائزة الثانية للهند بعد فوز فيلم "RRR" بجائزة أفضل أغنية أصلية، ونال فيلم "بينوكيو" للمخرج المكسيكي لجيليرمو ديل تورو، جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة عن الدمية بينوكيو وخالقها النجار العجوز جيبيتو، الذي قتلت الحرب ابنه، فصنع دمية وتمنى أن تنبض فيها الحياة، الفيلم إدانة للحرب ومشعلي الحرائق، وألقت السياسة بظلالها على  فوز الفيلم الروسي "نافالني" بأوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل، على الرغم من المقاطعة الأميركية لروسيا، خصوصاً أنه يتحدث عن مؤامرة اغتيال المعارض ومرشح الرئاسة أليكسي نافالني، وبحسب الـ "إيه بي سي" فإن الحفل اجتذب 27.4 مليون مشاهد عبر وسائل التواصل حتى أصبح الأكثر تداولاً في العالم، وبذلك تكون السينما الفن الأكثر تأثيراً في تجميل وجه كوكبنا القبيح.