أربيل: كولر غالب الداوودي 

إبداع الفن والجمال برسم لوحات واقعيَّة بصورة عالية الدقة، وهي موهبة لدى بعض الفنانين بدمج رسوماتهم بالحقيقة في صورة عالية من الحرفة والدقة لتُرى إبداعاتهم وكأنَّها التقطت بعدسات فائقة الجودة وليست مرسومة بريشة فنان موهوب.

محمد هتلر ناجي واحدٌ من هؤلاء الفنانين الذين ابدعوا في هذا العمل ونفذ لوحاتهم بحرفية عالية.. فهو من مواليد 1987، وحاصل على بكالوريوس فنون جميلة من محافظة بابل، ومن منطقة المدحتية حصرًا، كما أنه يمارس مهنة تدريس التربية الفنية. 

بدايات هتلر كانت كموهبة اكتشفها من الصغر في المرحلة الابتدائية وأولى اهتماما بها، إذ شارك في معارض التربية للطلاب والتلاميذ ثم طور نفسه أكثر في المرحلة المتوسطة والإعدادية وقرر أخيراً دخول كلية الفنون عام 2001 ليبدأ مشروعه كفنان وبعد تخرجه، عمل رسوماً خاصة به وشارك بالكثير من المعارض التي تقيمها نقابة الفنانين، وكذلك وزارة الشباب والرياضة، وخاصة بعد أن انتمى في المرحلة الإعداديَّة إلى منتدى الشباب في المدحتية التابع لوزارة الشباب والرياضة، كما قال: اصبحت لي مشاركات كثيرة في مسابقات منها في عام 2001، واحرزت المركز الثالث على مستوى العراق، وفي 2014 احرزت المركز الأول في مسابقة الرسم التي تقيمها وزارة الشباب والرياضة. 

 للفنان هتلر معرض شخصي أول في 2009 بكلية الفنون، ومعرض شخصي ثانٍ في،2010، وثالث في 2014، ومعرضٌ مشتركٌ مع مجموعتي اكاديمية كلاسيك 2022، ومشاركات عراقية في دبي 2017، ومعرض اتحاد الثقافات في دبي 2022. 

وأضاف: لا يمكن أن أحصي عدد اللوحات التي رسمتها، لأنَّ مسيرتي في الرسم مستمرة منذ عام 2007، وإلى الآن، إذ إنني أرسم بشكل يومي لمدة تتراوح من  8 - 10 ساعات في مرسمي الخاص الذي اعتبره 

أكاديمية مصغّرة خاصة بي. 

وذكر بأنَّه اشتغل على المدرسة الواقعيّة والكلاسيكيّة، وتأثرت رسوماته بالواقع، كما ورسم البورتريه والموديل وتطور أكثر في هذا الفن بكلية الفنون، ودرس الفنانين والمدارس، وتابع: أهم فنان تأثرت به هو العالمي الفرنسي وليام بوكيرو في اللوحة الواقعيّة، لقد حاولت الاقتراب من أسلوبه، ولاحظت أن اللوحة الواقعيّة هي من أكثر الرسومات التي تمثل مجتمعنا العراقي، كما أنّها مفضلة وقريبة منِّي.

ويرى أنَّ الناس معجبة بالفن الذي يقدمه وبالوقت نفسه يرغبون في اقتناء لوحاته، "وهو شعور رائع ينتابني، حينما أرى لوحاتي تكون في بيوت وأماكن راقية تليق بها، كما أن الكثير من اللوحات التي رسمتها تعرف الناس عليَّ من خلالها كفنان محمد هتلر وتقبل على اقتنائها في داخل العراق وخارجه"، وفقاً لتعبيره. 

وأوضح: عملت لوحات جداريَّة في بعض البيوت، ولكن لم أعمل لوحات جدارية عامة على مستوى البلاد، إذ لم يطرح عليَّ ذلك، ولكن إذا ما طلب منِّي فإنَّ من دواعي سروري أن أعمل لوحة جدارية تليق بعراقنا.

وبدأ الفنان بالانتقال من 2014 إلى تيار الواقعيّة المفرطة، ويحاول أن يطور هذا الأسلوب أكثر للوصول إلى الدقة في اللوحة ولتجسيد كل الأحاسيس والتعابير داخل العمل الفني.

ويخطط هتلر لعمل معرض شخصي في بغداد بالمستوى اللائق وعلى قدر من المسؤولية باسم محمد هتلر وعلى مستوى تأسيس أكاديميَّة ومن خلالها ينشر الفن والمعلومات التي تعلّمهما، كما قال: من خلال هذا استطيع أن أدرب وأجمع قدرا كبيرا من المواهب والفنانين، وخاصة في منطقته المدحتية التي فيها أسس أكاديميته عام 2020، والتي تبلغ مساحتها 200م وفيها أكثر من 20 شابا من طلاب مدارس ومعاهد وكليات الفنون كما ذكر.