بغداد: حيدر العذاري
تتسابق الأسواق والمحال التجارية في تقديم "عروض خاصة" من السلال الرمضانية والمواد الغذائية تزامنا مع استقبال الشهر الفضيل، وسط دعوات للتسامح وبث روح الأخوة والتراحم ونبذ التفرقة والتطرف بين أبناء الشعب الواحد. وتزاحمت مواقع التواصل الاجتماعي ومداخل الأسواق والماركتات والمحال التجارية بالإعلانات عن السلال الرمضانية والتخفيضات الخاصة بشهر رمضان، وسط دعوات من البغداديين للتجار باحترام الشهر الفضيل من خلال عدم رفع أسعار المواد الغذائية واحتكارها بهدف مضاعفة أسعارها من خلال خزنها لتصبح شحيحة في الأسواق. المناطق الفقيرة التي يعاني كثير من سكانها من فقدان أبسط مقومات الحياة، يرى عدد من أهالي العاصمة خلال أحاديثهم لـ"الصباح" أهمية قيام أصحاب الأسواق والمحال التجارية بالتقليل من الديون المتراكمة التي أثقلت كاهلهم بمناسبة شهر الطاعة والغفران، علاوة على أهمية تخفيض سعر الأمبير في جميع مناطق العاصمة تزامنا مع شهر الرحمة. عادة مستمرة تزداد في شهر الخير والعطاء، الهدف منها تبادل الإفطار لتعزيز الأواصر الاجتماعية بين العوائل البغدادية ، لاسيما سكنة الشارع الواحد، لكونها عادة رمضانية اعتاد البغداديون على تطبيقها كموروث شعبي قديم، أو قيام العوائل بتخصيص مائدة رمضانية في كل يوم تخصص لأحد الجيران، إذ يقوم المواطن أبو ياسر في كل رمضان كتقليد سنوي بدعوة الجيران إلى مأدبة رمضانية فضلا عن الأهل والأصدقاء كل منهم بشكل منفصل، وأشار في حديثه لـ"الصباح" إلى أن الهدف من التجمع هو بث روح الأخوة والتراحم والتسامح ونبذ التفرقة والتطرف بين أبناء الشعب الواحد. صاحب مطبعة فنون في حي القاهرة سيف الخطاط أكد في حديثه لـ"الصباح" أن المطابع اكتظت بالبغداديين لاستذكار أمواتهم، والوقوف لساعات طويلة لحجز الإمساكيات الرمضانية، ونسخ من القرآن الكريم والأدعية، سجادة الصلاة ، وكتب الزيارات، يدون عليها أسماء الأموات للترحم عليهم خلال شهر رمضان وإيداعها في بيوت الله أو توزيعها بشكل عشوائي لكسب الأجر والثواب في التجمعات والولائم التي تقيمها العوائل. المواطن علي السوداني قال في حديثه لـ"الصباح" إن بعض مناطق العاصمة أنشأت صناديق خاصة للتبرعات المادية توزع خلال شهر رمضان خصوصا وبقية الأشهر عموما من خلال قاعدة بيانات توضح فيها العوائل الفقيرة والمتعففة بمختلف مناطق العاصمة بالتنسيق مع إحدى المؤسسات الخيرية.
