للصائم في كل أوقاته صفاتٌ طيبة وأخلاقٌ حميدة، فهو صادقٌ في أقواله وفيُّ بعهوده، صابرٌ على بلائه، شاكرٌ لله تعالى على نعمه، أمينٌ على ما أؤتمن عليه، لا يعتدي على أحد أو يؤذيه، لا يحمل الضغينة أو المكر السيئ لأحد، متجاوز عن هفوات الآخرين، مساعد ٌللضعفاء، ومحسنٌ الى المحتاجين، مبادرٌ إلى الخير وغير ذلك مما يضيق المجال بتعداده فتراه على وجه الإجمال متصفاً بكل خلقٍ متينٍ، منتهياً عن كل صنوف الفحشاء والمنكر.
فإذا أطله شهر رمضان المبارك كان في فعل الخير أطوع، وبالجود والإحسان أسرع، ولسيل المكارم والفضائل والخلال الطيبات أكمل، مقتدياً برسوله الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي هو قدوة المؤمنين، إذ قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) والذي اتصف بمكارم الأخلاق وفضائلها في كل وقت. فإذا جاءه شهر رمضان المبارك كان "ص" في الخير أسرع من الريح المرسلة مجتهداً في العبادة فيه ما لا يجتهد في غيره، لا سيما في العشرة الأواخر منه الذي أوله رحمة، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
جعل الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الفضيل ليلة مباركة هي ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، وجعل فيه أبواب التوبة مفتوحة للتائبين، ولذلك نرى الصائمين في هذا الشهر الكريم يجتهدون في العبادة، ويعملون الخير، ويقرؤون القرآن الكريم، ويتفقدون اليتامى والضعفاء، ويطهرون قلوبهم من كل صغيرة، ويلجؤون الى بارئهم بكثرة القيام والسجود، وتلاوة القرآن الكريم، ويسعون إلى أنْ يكون صيامهم خالصاً فنزكيه من كل شائبة نقياً من كل صغيرة وكبيرة.
وأخيراً، لا يسعنا إلا أن نقول: هنيئاً لكم أيها الصائمون بما ستقدمون، وهنيئاً لكم بما أعده الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم من الدرجات العالية.. ندعو الله عز وجل أنْ يعيده علينا وعليكم وعلى عراقنا الغالي باليمن والبركة، إنه سميع مجيب.