منال الربيعي: الحُبُّ والحربُ وجهان لعملةٍ واحدة

ثقافة 2023/03/25
...

  بغداد: نوارة محمد 


ثمّة تحولات تعيشها النساء بعد أزمات الحروب وما تخلّفه من الشظايا تركت ندوباً وآثاراً للفقد.. ومنال الربيعي واحدة من اللواتي لم يغبن عن المشهد، واختارت أن تجسّده في أعمالها الروائيَّة، مثل "حتى آخر العشق" و"الخط الفاصل" وهي تركز على حرب لبنان في سبعينات القرن الماضي.

الربيعي التي وجدت نفسها شاهدة على الحروب والصراعات الدامية في العراق ولبنان، وصفت أفكارها في ألّا تخرج عن تجسد الواقع، ويمكن أن تنبت من سُرّة هذا الخراب نتاجا فكريا وثقافيا، كما قالت "لا تزال فكرة روايتي المقبلة في رحلة التفكير.. أفكر هذه المرة في الخروج عن المألوف، ولا أريد لها سوى التميز من حيث المعالجة، وربما الأسلوب السردي، لكنني ما إن أراهن على كونها واقعية، أجدني مؤمنة أن أصدق الروايات، وأكثرها تأثيرًا تلك التي تولد من رحم المعاناة التي يعايشها الكاتب". 

وأضافت بالطبع لن تخلو من ومضات الحب، التي أحرص أن تلوّن رواياتي كي تضفي القليل من البهجة على قلوب القرّاء. 

و"سأترك باقي التفاصيل مفاجأة لحينها"، وفقاً لتعبيرها. 

 منال الربيعي التي درست العلوم السياسيّة في الجامعة اللبنانيّة، وحصلت على دبلوم في العلاقات الدوليّة والدبلوماسيّة بدأ نشاطها الإعلامي مع التلفزيون، في الفضائيات العراقيّة، كمقدمة أخبار وبرامج سياسيّة لمدة خمس سنوات، وفي الصحافة اللبنانية، إذ قدمت من إذاعة لبنان الرسميّة بعض البرامج الاجتماعيّة.

ترى أن أكثر القصص تشويقاً وواقعية، هي التي تحدث على هامش الحروب وقد طالعنا الكثير منها، "وهذا ما يدفعها للخوض بهذه الرحلة، خاصة أنها تمتاز بالصدق والتجلي، وهي تجسد الآلام واللوعة"، كما بينت أن "الحب والحرب وجهان لعملة واحدة بحاجة للشجاعة والتفاني والتضحية.. وربما تكون روايتي المقبلة فيها من النضال والتضحية، ولكن بنسخة محدّثة".

وتابعت: أظن أنني سأبذل جهوداً مضاعفة، ولأن العمل الأدبي والإعلامي يدخل ضمن المسار الإبداعي، الذي يحتاج إلى جهد كبير وإلى أدوات تختلف عن بقية المجالات والمِهن، فإنه من الطبيعي أن أبذل جهداً مضاعفاً كي أتمكن من حجز مساحة صغيرة ومتميزة في هذا العالم الرحب والصعب، "وأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك.

ومع ذلك فأني أعتبر نفسي مبتدئة في هذا الفضاء، الذي يزدحم بالنجمات التي يختلف بريق كل واحدة عن الأخرى".

بحسب رأيها. 

وتختتم الربيعي حديثها لـ "الصباح" مشيرة إلى أن انتماءها لهذين العالمين أضاف لها الكثير، وأن ما عاشتهُ في عراق الحروب ولبُنان الجمال لن يكون عابراً في هذا العالم، "لقد مررت بالكثير وواجهت الأكثر، ولكن سرعان ما وُلدت في بغداد وجدتني مسحورة بملاحمها وعوالمها السحيقة، التي لن تجدها في أي بلاد أخرى، وفي بيروت الساحرة تعلمت كيف أن الجمال يُلغي القُبح ومارس دوره عليَّ، وأنا أخطو أولى خطواتي في صناعة تاريخ هذين البلدين".