ترجمة: ليندا أدور
قرع الطبول لإيقاظ الصائمين قبل وقت السحور في شهر رمضان، تقليد عمره قرون، لكنه الآن بات في مواجهة مع التقنيات الحديثة وتطبيقات المنبه الموجودة في الهواتف المحمولة، لكن ذلك لن يمنع 3400 “مسحراتي”، من مختلف الأعمار، من أن يجوبوا شوارع مدينة إسطنبول التركية لتولي تلك المهمة.
يقول سلامي أيكوت، رئيس اتحاد المخاتير في اسطنبول والمسؤول عن “المسحراتية”، بأن قارعي الطبول سينتشرون أيام الشهر الكريم في أزقة وشوارع 963 حيا، من أحياء أكثر المدن التركية اكتظاظا بالسكان، وهم يرتدون الزي العثماني القديم، مرددين أشعارا وقصائد قصيرة خاصة بالمناسبة لإيقاظ الناس قبل موعد آذان الفجر، الذي يمثل بداية يوم صوم
جديد.
يشير أيكوت الى أن قارعي الطبول قد استعدوا لأداء مهمتهم لشهر رمضان التي باتت تقليدا يعود الى العهد العثماني وواحدة من أجمل الأشياء المقترنة بالشهر الفضيل، “نكافح من أجل الحفاظ على هذا الموروث والتقليد حيا”، مؤكدا أن البعض منهم يعمل في الحي ذاته منذ سنوات، وتتوارثه الأجيال من الآباء الى الأبناء، مضيفا بأن جميع “المسحراتية” يخضعون للتدريب قبل ممارسة مهامهم، والذي يجتاز منهم التقييم، يحصل على بطاقة “مسحراتي رمضان”، يكون حينها جاهزا لأداء هذه المهنة الفريدة التي تستمر لشهر واحد فقط.
يشدد إيكوت على أن “المسحراتي”، وظيفة لا يمكن لأي شخص القيام بها، وأن من الضروري حماية ثقافة رمضان والحفاظ عليها للأجيال القادمة، “نحتاج أن نطلع أطفالنا وشبابنا على ثقافة رمضان وجمالية الشهر الكريم، إنها قيمنا التي يجب علينا حمايتها”، والحديث لأيكوت.