مصادفات ومواقف غريبة جعلت من هؤلاء نجوماً كباراً

ثقافة 2023/03/27
...

  حميدة حمد 

تلعب الصدفة وبعض الأحداث المفاجئة غير المخطط لها، دوراً كبيراً في حياة الفرد، وقد تقرر مصيره وتغير مسار حياته إلى الأبد. ومن الصدف اللطيفة أن الفنان فريد الأطرش كان في زيارة لأحد الأصدقاء مع ضيوف آخرين فشاهد ابنة أحد الحاضرين وتعرف عليها وكان اسمها ليلى هلال فعرض عليها العمل معه في السينما لكنها عكس المتوقع، رفضت ذلك بادعاء أنها لا تفكر بالفن ما أزعج الأطرش، ليلى أخبرت صديقاتها بما حصل مع الموسيقار الشهير، فاستغربن من موقفها ووجهن لها اللوم وشجعنها على القبول، لكنها ظلت مترددة بالدخول إلى عالم لا تعرفه أبداً،

إلا أنها وبعد أيام، وجدت نفسها أمام الأطرش في مكتبه تقول له: وافقت على اقتراحك، فاختار لها اسمها الفني، إيمان، وكان فيلم "عهد الهوى" أول ظهور لها، ثم مثلت في عدة أفلام مع مطربين آخرين، إلا أن وقوفها أمام عبد الحليم في فيلم "أيام وليالي" كان الأشهر والأهم في مسيرتها والذي غنى لها حليم فيه "عشانك يا قمر"، و "أنا لك على طول"، والغريب أنها اعتزلت في قمة نجوميتها، وهاجرت إلى ألمانيا. 

وفي السينما الهندية، قدم ممثل شاب يدعى أميتاب نفسه إلى المنتجين من دون أن يرغب به أحد، لأن المخرجين والمنتجين يومذاك، كانوا يفضلون أصحاب البشرة الفاتحة، فظل يراوح في مكانه لفترة، وبسبب صوته المميز استعان به البعض لأدوار الراوي فقط، دون أن تظهر صورته على الشاشة. ذات يوم ذهب أميتاب إلى النادي الرياضي ليلعب الكريكت فالتقى بأحد أصدقاء الدراسة الإعدادية اسمه راجيف فسأله الأخير عن أحواله، فشكا أميتاب انعدام الفرص. ذهب راجيف وقص حكاية صديقه على والدته السيدة أنديرا غاندي، وكانت وقتها رئيسة الحكومة، والتي رفعت الهاتف واتصلت بأحد مؤيديها من المخرجين وطلبت منه الاهتمام بالممثل الشاب فانهالت على أميتاب السيناريوهات لكن أكثرهم حماساً وتأييداً للسيدة، أسند له دور البطولة وصادف في تلك الفترة بداية أفلام الأكشن وظهور كتّاب ومخرجين متخصصين بهذا النوع وجدوا ضالتهم بشخصية أميتاب. بعد خمس سنوات فقط أصبح أميتاب باتشان أغلى نجم في العالم، ولا يزال الأشهر إلى يومنا.      

وليس بعيداً كان المنتج الهندي هيمانشو راي في ألمانيا للاطلاع على مستجدات السينما وطرق الإنتاج وهناك، التقى بالفتاة البنغالية، الغنية، ديڤيكا راني التي تتردد على صالونات المشاهير ومنهم النجمة غريتا غاربو، التي شجعتها على التمثيل. ديڤيكا وراي اتفقا على تأسيس شركة للإنتاج، وبعد عودتهم للهند تزوجا مباشرة. وفي منتصف الثلاثينيات أصبحت ديفيكا أشهر ممثلة في ذلك الوقت وكانت شركتهما، بومباي توكيز، تهيمن على الإنتاج السينمائي في الهند وقد استعان راي بصديقه المخرج الألماني فرانز أوستن ليخرج أعمال الشركة، ففي العام 1936 صوروا فيلم "رياح الشباب" بطولة ديڤيكا والممثل الشاب نجم الحسن. والذي يتحدث عن زوجة شابة تهرب مع عشيقها، والمفارقة عند منتصف العمل وبشكل مفاجئ هربت ديڤيكا مع نجم الحسن واختفيا عن الأنظار تاركين الجميع في ذهول. ذهب راي مع صديق للعائلة لتتبع أثرهما وعثرا عليهما في أحد فنادق كلكتا وجرت مفاوضات بينهما وضعت فيها ديڤيكا شروطاً للعودة، ومن أجل الحفاظ على ماء وجهه وشركته وافق راي على شروطها على أن تعود لإكمال الفيلم، وفي البيت قررا العيش، منفصلين كالغرباء. أما نجم الحسن فقد هرب إلى جهة مجهولة وصدر قرار بمنعه من العمل في السينما إلى الأبد. بدأ راي مع المخرج الألماني بالبحث عن بديل لنجم الحسن، وأثناء وجودهما داخل الاستوديو مرَّ عامل الكهرباء، واسمه كومد لال كانغولي حاملاً أسلاكاً على كتفه فصاح راي: سأختار هذا العامل بطلاً للفيلم. رفض المخرج رفضاً قاطعاً معلقاً: هل من المعقول أن هذا الرجل ذا الملامح الباهتة واللسان المتعثر والحركة البطيئة سيكون بطلاً للفيلم؟ وأعلن أنه لن يكمل الفيلم إذا تم اختيار العامل لكن راي، وهو المنتج وصاحب الشركة، أصر على ذلك ونادى على الكهربائي لإجراء الاختبار أمام الكاميرا، ففاجأ الجميع بأدائه العفوي وثقته بنفسه فأعجب به راي بينما ظل المخرج رافضاً وغير مقتنع، لكنه مجبر على إكمال العمل بسبب العقد المبرم مع الشركة. وتم اختيار اسم جديد للكهربائي. وهكذا ظهر الفيلم من بطولة ديڤيكا راني والوجه الجديد اشوك كومار الذي أصبح أحد رواد السينما الهندية وأيقونتها لأكثر من خمسين عاماً، فقد مثل أكثر من(300) فيلم وأنشأ شركة للإنتاج مع شقيقيه المغني كيشور كومار والممثل أنوب كومار. وصدق من قال "مصائب قوم عند قوم فوائد"!.  

 ومن أشهر أفلام اشوك كومار: "محل، قانون، جسر  الحوراء، سنة واحدة، محفل، شطرنج، باهو بيغوم، ونادي ليلي".

ومن أشهر أفلام أميتاب: "الشعلة، مارد، شاهنشاه، زنجير، حمّال، نصيب، لا مثيل لها، شرابي" وغيرها.