القاهرة: إسراء خليفة 

ترصد الأديبة والكاتبة الصحفية منال الأخرس في كتابها الجديد (سيدة الجبن) الصادر عن الهيئة المصريَّة العامة للكتاب قصص عن صور الهيمنة بمعناها الأشمل بدءا بالفرد على الآخر أو الدول على غيرها. في هذا الحوار القصير سنتوقف قليلاً لنسأل الأخرس عن تفصيل معنيَّة بإصدارها الأخير. 

* كيف روّضت “سيدة الجبن” المجتمع الذكوري؟ 

- إنَّ سلاحها كان الجبن، وهو العامل المشترك في الحالتين، وهو كذلك السلعة التي تدفع الجميع لاقتناء ما لا ينبغي اقتناؤه. فكان الخضوع والخنوع والهروب من المواجهة والتشبث بالخطأ في كثيرٍ من الأوقات، وبدلا من معالجة بعض السلبيات كان الإصرار على التمسك بها، ولو تكلف الأمر الانبطاح والتذلل لأكبر بائعة للجبن بالعالم ظناً أنّها الحامية والراعية لهم.

* كيف استطاعت نساء المجموعة إقناع المجتمع بمكانة المرأة؟

- عندما فطنت إحداهن من بطلات الرواية أن الخضوع لراعية الجمال أي المرآة ليس هو الطريق للحفاظ على كيانها، وأن هناك حيرة ما بين إخفاء ما يطرأ على المظهر بالخدع والمساحيق أو التزيين من الداخل بصقل الجوهر بالثقافة، فيزيد الرصيد من الأصالة والرقي بالأعماق وبدوره ينعكس على الظاهر، من ملامح حينها تهشّمت في يديها المرآة. وهكذا تضع المجموعة ملمحاً رمزيّاً لكيفيّة الخروج من نطاق الهيمنة أو الخديعة الكبرى، والطريق هو العلم والثقافة، فينهار ذلك الكيان الاستعماري المستبد، كما انهارت المرآة حتى وإن حاول البعض إعادتها ولن يفلح بعد أن تمَّ التحصين من الداخل بالعلم والفكر..وقالت الأخرس استخدمت المجموعة المرأة كبطلة لأغلب القصص تأكيدا على ثنائية المرأة والثقافة في النهوض بالمجتمع وحمايته من أي عدوان خفي أو واضح، فهما معا الراعي الرسمي لأي كيان صغير أو كبير محلي أو دولي، وهذا دور لا يمكن أن يكون لمخلوق في الكون إلا للنساء فقط.