النفط.. ورقة العراق الوحيدة للضغط

العراق 2023/03/27
...

 بغداد: حيدر الجابر 

 

يخوض العراق مفاوضات على أكثر من صعيد، منها المعقدة مثل حقوقه المائية، ومنها البسيطة مثل الحدود مع الكويت، وهو ما يتطلب امتلاك أوراق ضغط على الطرف الآخر، أو ما يندرج تحت إطار القوى الناعمة. 

ويبدو العراق خالي الوفاض من الأوراق المهمة، فبحسب النائب بريار رشيد، فإنه لا يمتلك إلا الورقة الاقتصادية المتمثلة بالنفط. 

وقال رشيد لـ"الصباح": "لا يملك العراق إلا ورقة الاقتصاد، وهي الورقة النفطية، أما الحديث عن منع الاستيراد فهو غير منطقي لعدم توفر البديل"، وأضاف "لا يستطيع العراق الضغط إلا من خلال النفط ليحقق التقدم في المفاوضات، مع عدم توفر قوى ناعمة مؤثرة". 

ويعد الاستقرار السياسي الداخلي أحد أهم مصادر القوة لأي نظام سياسي، ويؤكد عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، د. خالد عبد الإله، أن العراق يمر بحالة استقرار نسبية لا بد من استثمارها للسنوات المقبلة. 

وقال عبد الإله لـ"الصباح": إن "كل بلد يريد الانطلاق في سياسة خارجية ويمتلك قوى مساعدة يجب أن يوفر سياسة داخلية مستقرة تلبي المصلحة الوطنية"، وأضاف أن "هذا يعني وجود فعالية في عقد الاتفاقات ومقبولية في إطار الحديث عن أي وساطة"، مؤكداً أن "العراق يمر بحالة من الاستقرار الداخلي النسبي، وإذا استمر ذلك في السنوات المقبلة ستتمكن السياسة الخارجية من تمتين العلاقات إقليمياً ودولياً". 

وأوضح أن "الاستقرار السياسي بمفهومه الواسع لا يتعلق بالبعد السياسي فقط، وإنما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، فإذا رأت الدول الأخرى استقرار العراق وأنه يمكن أن يلعب دوراً محورياً على مستوى التجارة الدولية فإنه سيعزز قوة العراق"، ودعا الحكومة إلى أن "تعمل على تحقيق هذه القوة على مستوى الزيارات إلى البلدان المعنية". 

وحتى الآن، لا يملك العراق ورقة ضغط فاعلة غير ورقة الاقتصاد، وهو ما يؤكده الأكاديمي والمحلل السياسي، د. عبد الأمير العبودي، الذي ذكر لـ"الصباح": أنه "لا بد من تحديد مشكلات الدولة العراقية بما يفضي إلى التفاوض مع الطرف المعين".

وأضاف "تتوزع مشكلات العراق مع دول معينة هي دول الجوار إضافة إلى أميركا"، وأكد أن "العراق لا يملك أوراق ضغط أصيلة ناشئة من قدراته الخاصة، وإنما ناشئة من قوى أخرى أو من قدراتها الاقتصادية وثرواته الطبيعية"، وختم العبودي بالقول: إن "العراق يؤثر في الدول الديمقراطية أكثر من غيرها".


تحرير: محمد الأنصاري