محمود فهمي: الأكاديميَّة الفنيَّة في العراق غير قادرة على مواكبة الحداثة

ثقافة 2023/03/28
...

 بغداد: نوارة محمد 


ينتهج محمود فهمي الواقعيَّة الانطباعيَّة في مشغله التشكيلي، فهو على الرغم من ميله نحو الكاريكاتورية في أعماله إلا أنه يراها حالة حيويَّة تعيد للرسم أثره العميق، كما أن المشهد العراقي واختلاف نوعيات التلقي بعد 2003 جعلته يفكر بترسيخ هذا التوجه في مسيرته.

يعد محمود فهمي عبود الذي ولد عام 1962 في مدينة بابل واحداً من أهم الفنانين التشكيليين العراقيين، إذ يمتلك خصوصيَّة فنيَّة أهّلته لكي يكون فنان مئويَّة الدولة العراقيَّة، إذ تحولت أعماله إلى ايقونات تمثل تاريخ الدولة العراقية، لما تحمل من رمزيات تاريخية وألوان من البيئة العراقية.

فهمي الذي انضم إلى العديد من المعارض المشتركة، وأقام 4 معارض شخصية في مسيرته الفنية، كان آخرها معرض بوليڤارد بغداد وسط حضور رائع واهتمام كبير من الفئات العمريَّة كافة. 

ومن على قاعة the gallery  عرض فهمي لوحاته التي جسّد فيها عوالم الطبقة الوسطى البغداديَّة عبر معالجات وأنماط خرجت عن المألوف وجاءت ذات طابع حسّي وديناميكي. 

وقال محمود فهمي لـ "الصباح"، إنَّ "نجاح المعرض ارتبط بروّادهِ، فما أن أعلنت عن الافتتاح حتى توافد الجمهور الذي يبدو وكأنه متعطش للفن التشكيلي، ومما أسعدني الاهتمام الذي أبدته الأسر العراقية وطلاب الفن، ويبدو هذا الشغف في الفن لا يقتصر على الرسم فحسب، فقد لاحظت أن قاعات المسرح والسينما بدت جامعة لمختلف الطبقات".

فهمي الذي حصل على ماجستير فنون الجميلة من أكاديمية خاركوڤ للفنون الجميلة والتصميم- اوكرانيا، بين عام 1991 - 1997 ومارس مهنة التدريس في أهم الجامعات العربية والعالمية، كان من بينها النرويج، والإمارات، وكندا، يرى أن الفن التشكيلي بحاجة لصقل المواهب  أكاديمياً. 

وأضاف: وجدتني فنانًا منذ أن تلمذت على يد كِبار الاكاديميين التشكيليين الذين أسهموا في صُنعي فنياً، وقد كان من بينهم فتكور چاوس، وفلاديمير غنودسكي، ومارك قسطنطينبولسكي. 

الفنانون بحاجة للإلمام بالشكل العلمي عن الظل، والضوء، والتكوين وأساسيات فن الرسم.  

وأشار إلى أنَّ العلاقة بين الموهبة والدراسة الاكاديميَّة تشبه كثيراً ارتباط القراءة بمهنة الكتابة، كيف يكتب من لا يقرأ؟، "وأظن أنَّ المؤسسة التعليميّة الأكاديميّة في العراق، لا تزال غير قادرة على مواكبة الحداثة وأنظمتها"، وفقاً لتعبيره.