ذائقة السلطة

ثقافة شعبية 2023/03/30
...

كاظم غيلان 

تسرب لي أواخر تسعينيات القرن الماضي عدد من ( الحياة) - طبعة لندن-  وقد نشر على صفحتها الأولى خبر عن أمسية غنائية - شعرية احياها مظفر النواب وسعدي الحديثي . الا أن الصحفي الذي كتب الخبر،كان غاية في الفطنة الصحفية - النقدية وليس كاتبا تقليديا لن يخرج عن دائرة الصياغة - التحرير، إذ اشار،بأن ماقدم في الأمسية كان من ألوان وفنون الغناء الشعبي العراقي العريق، لكنها غير متداولة اليوم فالانظمة الهابطة تعنى باشاعة الفنون 

الهابطة.

يؤسفني فقدان العدد بعد أن بحثت عنه بمكتبتي،لأشير إلى اسم الصحفي الذي كتب ذلك الخبر، وكأنه يستمع يوميا ماكانت تبثه قناة نجل رئيس النظام التي اسست جذور الخراب وهدم جماليات ذائقة الناس والتي اطلق عليها اسم( الشباب) تيمنا بعمره وقتذاك .

الانظمة الرديئة التي يقوم على إدارة مؤسساتها الفنية ثلة من الذين عششت في عقولهم البداوة قيما وسلوكا لايمكن أن تتمتع بذائقة سليمة تضج بكل ماهو جميل ، إنما تعمل وبقوة على إزاحة كل مايتعلق بالارث الانساني، الوجداني ولا غرابة في أن تستبدله بما يتوفر،لها من قيم الثأر والانتقام والحقد الطائفي وبكل ما أوتي من ابتذال واسفاف .

اليوم تذكرت ذلك وأنا اتلقى رسالة عبر - الخاص- من الاستاذ الباحث باسم عبد الحميد حمودي وهو يدعوني بحب للكتابة عن فن شعري- غنائي معروف الا وهو - المربع البغدادي- حيث يجده غائبا الا بحدود شهر رمضان، ولذا دعوته أن يكتب،هو لقربه المعروف عن تاريخ بغداد وتراثها وانغماساته بكل مايحيط بالتراث الشعبي العراقي الذي،إمتاز به منذ سنوات طويلة .

لست بصدد الخشية على موروثاتنا الشعبية في الشعر والغناء من اندثارها بحكم مايحصل وسط فوضى عارمة تواجهنا أينما اتجهنا وبحثنا لكنني بصدد دعوة اتمنى أن يتبناها الاستاذ حمودي ومن معه من المعنيين بقضايا التراث لأحياء موروثاتنا من الاندثار والتلاشي، ليس بحدود بغداد بوصفها عاصمة ، فالامر،يمتد لسائر،مناطق العراق من جنوبها لغربها وحتى شمالها .