إعداد: صفاء ذياب
منذ سنوات قليلة، بدأت بريطانيا بنشر وثائق عن احتلالها لدول الشرق الأوسط، ومنها العراق، بعد مرور أكثر من 100 عام على تلك الوثائق، كشفت من خلالها الأحداث الحقيقية التي جرت على هذه الأراضي، والمعارك التي دارت على مدى شهور وسنوات حتّى تم الاستيلاء عليها. ومن ثمَّ فقد بدأت كتب عدّة بالظهور تم تأليفها من قبل جنود وضباط بريطانيين وأميركان، وغيرها من الكتب المؤلفة من قبل رحّالة مرّوا ببلاد الشرق. تلك الوثائق وهذه الكتب أعادت النظر في قراءة تاريخ الشرق الأوسط، لا سيّما أن تلك الفترة كانت أشبه بالمظلمة بسبب ندرة التوثيق والأمية التي كانت شعوبنا تحت وطأتها.
في الجانب المقابل، انشغل جنود ضمن الجيش البريطاني بكتابة مذكراتهم مثل كيرميت روزفلت، وهو ابن رئيس أميركا في وقتها روزفلت، وروبرت جوزيف كيسي، وغيرهما. ومعهم في الجانب الآخر اللواء ويلفريد ماليسون الذي عني بتصوير المواقع التي عاش فيها خلال فترة خدمته مع الجيش البريطاني، في العراق والبحرين وعُمان وغيرها من دول الخليج العربي.
ويلفريد ماليسون المولود في سبتمبر/ أيلول 1866 والمتوفى في 24 يناير/ كانون الثاني 1946، كان لواءً في الجيش الهندي البريطاني الذي قاد مهمّة إلى تركستان خلال الحرب الأهلية الروسية.
ولد ماليسون في بالدرسبي، يوركشاير. تمَّ تكليفه بالعمل في المدفعية الملكية عام 1886. وفي عام 1904 انتقل إلى الجيش الهندي ورافق السير لويس داين في مهمته إلى كابول، أفغانستان 1904- 1905. ومن ثمَّ أرسل إلى شرق افريقيا البريطانية، حيث تمَّ تعيينه مفتشاً عاماً للاتصالات. شارك في معركة سلايتة ومعركة لاتيما نك.
وفي العام 1916 عُيّن رفيق وسام الحمام في شهر أغسطس/ آب، وفيما بعد قاد البعثة العسكرية البريطانية إلى تركستان بين 16 يوليو/ تموز 1918 حتى 5 أبريل/ نيسان 1919، بهدف منع التوغّلات الألمانية التركية المحتملة نحو الهند وأفغانستان. وفي أغسطس/ آب 1918، أرسل قوّة من الجيش الهندي البريطاني تتكوّن من مفرزة مدفع رشاش قوامها 40 جندياً بنجابياً وضابطاً بريطانياً لمقاومة البلاشفة بالقرب من ميرو في أوّل مواجهة مباشرة بين القوات البريطانية والروسية منذ حرب القرم. قاد بعثة ماليسون في محاولة للحدِّ من النفوذ الألماني والتركي في المنطقة، ولمساعدة حكومة عبر آسيا ضد البلاشفة في الحرب الأهلية الروسية. ومع ذلك، أُجبر ماليسون على الانسحاب في أبريل/
نيسان 1919.
لاحقاً شارك ماليسون في الحرب الأنغلو-أفغانية الثالثة عام 1919. وشارك في الاستخبارات العسكرية، وأدار شبكة تجسّس من مشيد في شمال شرق إيران ضد الروس خلال هذه الفترة. لخدماته، حصل ماليسون على وسام فارس من وسام الإمبراطورية الهندية (KCIE) في 1 يناير/ كانون الثاني 1920، حتى تقاعده من الجيش الهندي في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 1920.
وعلى الرغم من أهمية ماليسون في الجيش البريطاني وتوثيقه معاركه والمناطق التي مر الجيش بها، غير أن المعلومات التي تدور حوله ضئيلة جداً، لا تتوافق مع أهميته الكبيرة.
وهذه الصور والوثائق التي ننشرها هنا، بعدسة ماليسون، وقد حفظت في الوثائق البريطانية بتاريخ 1906، غير أن تواريخ التقاطها أقدم من ذلك بسنوات، من دون تحديد تلك التواريخ.