التاريخ الرومانسي للمنديل

استراحة 2023/03/30
...

 ترجمة: ثريا جواد


كان المنديل في البداية يمثل علامة مميزة للمجتمع الجيد، وغالبا ما يتعلق استخدامه بالصحة والنظافة مثل مسح الانف والعرق، بدليل أن الشباب اليوناني يحملون (اثنين) من المناديل، واحدٌ في اليد والآخر في الحزام، ولكل منهما اسم يختلف عن الاخر وعليهم أن يقرروا، ما إذا كانوا يمسحون فيه جبينهم من العرق بمنديله أواستخدامه في المسابقات الرياضية عند بدئها وذلك عند اسقاطها، وعليه فإن الاتباط العرضي بالأنف يتساقط إلى حد ما مع الاهتمام التاريخي والرومانسي والعاطفي المرتبط به، وله استخدامات آخرى مثل مسح الدمع في الجنازة والتلويح به في حالات الوداع كالسفر وما شابه، يبدو أن المنديل يحمل بين الحين والآخر فروقا اجتماعيا حتى في هذه الأيام الديمقراطية وهو موجود بكثرة في القصص والروايات والمسرحيات، فعلى سبيل المثال عندما شعر كيبس (رواية من تأليف H. G. Wells) بأنه ملزم بالاعتذار عن عدم وجود منديل في لحظة معينة قائلا “أنا لا أعاني من نزلة برد”، وعندما أرادت تيتانيا زوجة ملك الجن أن تبكي في مسرحية (حلم ليلة منتصف الصيف) من روائع شكسبير أعطاها أوبيرون ( ملك الجن) نسيج عنكبوت ولهذا السبب كانت هناك قطرات ندى على أنسجة العنكبوت منذ ذلك الحين  وعندما أراد الخاطب أن يصف صغر يدي أميرة الصين قال إن منديل سيمر عبر 

خاتمه.

قد يسأل أحدهم عن سبب كون مناديل الجيب مربعة دائمًا، والحقيقة أن مناديل الجيب ليست مربعة دائمًا، بل كانت مربعة فقط منذ أن أصدر لويس السادس عشر مرسومًا يقضي بأن تكون جميع المناديل بطول مساوٍ لعرضها، وهناك صورة في متحف اللوفر في زمن هنري الرابع حيث يحمل باريسي منديل جيب سداسي، وكان المصنعون هم الذين حثوا الملك على إصدار أمر تربيع منديل الجيب، والذي تم الحصول عليه بشكل أو بآخر، وهذا النوع من المناديل (الشكل المربع) بقي إلى يومنا هذا .

ينتقل المنديل عبر العصور المظلمة إلى إيطاليا في القرن السادس عشر، وربما أحضره هناك في وقت سابق ماركو بولو (تاجر ومستكشف من البندقية) الذي لا يعرف الكلل وأصبح رائجًا فجأة وبشكل تعسفي مع مثل هذا الحماس، لجعله موضوعًا لقوانين السخاء وأصبحت (المناديل) عنصرًا مهمًا في صندوق الزفاف الإيطالي، وعرفت العروس بثراء وإسراف مناديلها ومن ثم انتشر إلى فرنسا  وأخيراً إلى إنجلترا  حيث اعتبره كبار السن إسرافًا شريرًا.