الإنشاد الديني.. روحانياتٌ آسرة تقرّب الفرد إلى الخالق

ثقافة 2023/04/05
...

  بغداد: نورا خالد


يزدهر الانشاد الديني في رمضان وبعض المناسبات الدينية، ليضفي عليها جوا روحانياً، اذ يحمل بين طياته رسالة موجهة تعكس الصورة الحقيقية للإسلام، وتنشد قيم المحبة والسلام والتسامح. تراجع الاهتمام بالانشاد الديني في السنوات الأخيرة خاصة في العراق، ويعزي الباحث الموسيقي حيدر شاكر ذلك إلى أن "الانشاد الديني بدأ يتضاءل بعد العام 2003 بسبب الفوضى التي أصابت ثقافة الغناء العراقي بصورة عامة، ومنها الديني، 


فالاوضاع السياسية وثقافة هذه الاجيال التي لا تعرف قيمة الابتهالات والانشاد الديني وغياب الجهات المسؤولة عن دعم الاغنية الدينية، ومن ثم موضوع الانتاج.. كلها أسبابٌ أدت إلى تراجع الانشاد الديني".

مؤكدا شاكر أن "أغلب دول العالم الاسلامي تقيم المهرجانات السنوية الخاصة بالانشاد الديني، كما في مصر وسوريا والسعودية ودول المغرب 

العربي".

وأضاف شاكر" من غير الممكن أيضا أن نغفل مسألة الإنتاج، فضلا عن أن الشعراء ابتعدوا عن كتابة النشيد الديني وحتى الملحنين، ما جعلنا نتساءل، هل عجز الملحن العراقي أم أن الأصوات الحالية لا تجيد غناء هذا اللون أم فقر بشعرائه؟".

في بدايات القرن العشرين أصبحت للإنشاد الديني أهمية كبرى، حيث أدى هذا اللون من الغناء كبار المشايخ والمنشدين، الذين كانوا يحيون الليالي الرمضانية، والمناسبات الدينية، وتطورت قوالب هذا الفن، فأصبحت له أشكال متعددة وأسماء كثيرة تمجِّد الدين الحنيف، وتدعو لوحدة المسلمين، وتشجب الرذيلة، وتدعو إلى الفضيلة، وتمدح رسول الله 

(ص).

وأوضح الفنان فؤاد فتحي إلى أن "تراجع الانشاد الديني يعود لعدم اهتمام أغلب الفضائيات بهذا النوع من الأغاني، الذي يعتبر رسالة تسهم في تهذيب النفوس، ولم يعد يهمها إلا الربح المادي ومحاولة جمع اكبر قدر من المشاهدين، من خلال اعطاء الاهتمام 

بالاغاني الهابطة".

كان الإنشاد الديني في السابق يحظى باهتمام كبير في الوسط الثقافي العراقي، حيث تتخلل اغلب الفعاليات الثقافية، التي تقام في المناسبات الدينية اناشيد وابتهالات، تؤديها نخبة من الفنانين، ينتمي اغلبهم إلى فرقة الانشاد العراقية.

ويرجع الباحث الموسيقي محمد لقمان قلة الاهتمام بالانشاد الديني إلى "عدم وجود جهات تدعمه وتقيم المهرجانات في المناسبات الدينية كما في 

السابق".

وأضاف لقمان "ونتيجة ذلك بدأت الفرق والأصوات التي تؤدي الانشاد الديني تتضاءل، وتختفي وربما تتجه نحو أنواع أخرى من الغناء تتلاءم مع ما تبثه أغلب القنوات الفضائيَّة".

يمتد تاريخ الانشاد الديني إلى صدر الإسلام، عندما هاجر الرسول، عليه الصلاة والسلام، إلى المدينة وخرج أهلها يستقبلونه بالأناشيد والدفوف، وبنشيد (طلع البدر علينا)، الذي يؤرّخ لهذا اليوم المشهود.