الفخارياتٌ حرفٌ شعبيَّةٌ من إرث الأجداد

استراحة 2023/04/05
...

 أربيل: كولر غالب الداودي


 تعد صناعة الفخار  المعروفة من المهن اليدوية البسيطة، وهي حرفة شعبية يعود تاريخها الى الحضارة السومرية، وبقيت محافظة على طابعها التقليدي الى اليوم،  وتعد امتدادا لحضارة وادي الرافدين  .

زاد من استعمالها بقوة في فترة انقطاع الكهرباء في العراق، لاكثر من خمس ساعات يوميا، ما دفع الناس الى العودة باستخدام أواني الفخار لحفظ المياه، وتبريدها صيفًا أو حفظ الاطعمة داخلها مع قطع الثلج.

توارثت هذه الحرفة عند عائلة عقيل عمران عبيد القيسي الملقب بعقيل الكواز (50) سنة، نسبة الى مهنة الكوازة، وهو من مدينة الحلة في بابل  وتعلمها وورثها عقيل من خاله يقول :” كانت بدايتي كهواية أحببتها وتعلمتها، وبعد ذلك اصبحت مصدر رزق لي ومارست العمل بها اكثر من 36 سنة”. واضاف الحلة اشتهرت بهذه الحرفة، وكانت تصدر الفخار للمحافظات العراقية وكانت بغداد والحلة على رأس القائمة في صناعة الفخار،  وقبل سنة 2003 كان العراق يصدر الفخار إلى دول الخليج، وهناك الكثير من الاعمال التلفزيونية استعانت بقطع من الفخار من صنع عراقي بامتياز .

وذكر عمران هناك شارع عند الجنائن المعلقة في، بابل حيث يوجد المخزن التابع له يصنع فيه المصنوعات الفخارية، ودائما عند مرور السياح من عند المحل  يشترون من القطع الفخارية للذكرى.

مضيفا  بانه اصبح معروفا في العراق، ويوجد طلب على مصنوعاته الفخارية  من المحافظات، عن طريق الحسابات التي يملكها في السوشل ميديا . 

يعاني عقيل من كثرة المستورد وطغيانه على مصنوعاته ومن عدم دعم الحكومة  لعمله، بعدم تزويده بالنفط الابيض المهم في اتمام عملية صنع الأواني الفخارية، نظرا لارتفاع سعره، فإنه يلجأ الى شراء واستعمال النفط الاسود، الذي يخلف عند احتراقه دخانا كثيفا اسود،  يؤثر في البيئة سلبا، وكذلك في الصحة، وينتظر الدعم للاستمرار في عمل هذه الحرفة الحضارية وعدم اندثارها.