«أرصفة المواطنين» في حيازة المحال التجارية والشركات

الباب المفتوح 2023/04/05
...

  بغداد: الباب المفتوح

 تصوير:  نهاد العزاوي

استفحلت مؤخراً ظاهرة السيطرة والتجاوز على أرصفة الشوارع وحرمان المواطن المار في الطريق من المشي على الرصيف، الذي أُنشئ لهذا الغرض، وباتت ملامح المشي بأمان تتلاشى مع كثرة الحوادث المرورية، بسبب احتلال الأرصفة من قبل أصحاب المحال، لعرض سلعهم التي تزحف شيئاً فشيئاً نحو الشارع العام.



وبهذا الشأن تسلمت “الباب المفتوح” رسالة من المستشار في لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية حسين جاسم الشمري سلط فيها الضوء على هذه الظاهرة الآخذة بالاتساع، والتي تثير الغضب الصامت، وأصبحت جزءاً من ثقافة سيئة تسود الشوارع باستغلال بشع للأرصفة.

وتناولت صفحة “الباب المفتوح” الموضوع مراتٍ عدّة من دون مجيب ولا حسيب، من الجهات ذات العلاقة للحد من التجاوز على حق المواطن في الحفاظ على حياته من الحوادث المرورية أثناء سيره في الشارع. 

وبات أصحاب محال يسيطرون بشكل واضح على الأرصفة، وعرض مبالغ فيه لبضاعتهم، وكأن الارصفة المخصصة للمارة، قد أصبحت جزءاً من مساحات محالهم التجارية او تفوقها، وأغلبها تشّل انسيابية سير المواطنين والمركبات، الذي أصبح شبه مستحيل خصوصاً في أوقات الذروة. 

وقال مستشار اللجنة: “في أغلب شوارع العاصمة بغداد تنتشر ظاهرة ليست بالحديثة، لكنها تتجدد باستمرار، وهي استغلال الأرصفة والشوارع من قبل أصحاب المحال عموماً، وتتمثل تلك العاهة المستديمة، بأن يستغل صاحب المحل او المكتب او الشركة رصيف المارة بعرض مقتنياته وبضاعته ليغلق الطريق أمام أصحابه الشرعيين، وبوقاحة مرافقة يستغل الخط (السايد) الأول المجاور للرصيف بالإعلانات البلاستيكية او (الكبوس الأحمر) الذي كان في السابق ملكًا للدولة، وبتغيير صنف الديمقراطية بالعراق بعد 2003، أصبح يستعمله كل من هب ودب لمضايقة الاخرين وبطرق مختلفة”. 

وأضاف الشمري “شارع المواطن هو أحد الشوارع الذي يعاني من هذه الظاهرة، وهو ملك عام بحكم القانون وبدأت الحاجة ملحة للقيام بحملة مشتركة بين أمانة بغداد، ووزارة الداخلية متمثلة بالقوة الماسكة للأرض، إضافة الى مديرية المرور العامة لإنهاء معاناة المواطن من موضوعة عدم إيجاد مكان ليركن سيارته، خصوصاً عند مراجعة الطبيب”. أما بخصوص شارع المغرب الذي يعد أحد أهم تجمعات الأطباء، قال المستشار: “يستغل أصحاب الشركات والمحال الشارع والأرصفة، بطريقة مخالفة للقوانين والأعراف الانسانية، ويتعمدون بإذلال الناس، إذ يأتي ذوو المريض على عجالة للحالة الصعبة التي يمر بها مريضهم، ولا يجدون مكاناً لركن سيارتهم ما يضطرهم للوقوف (سايد ثان)، لأن الشارع يمتلأ بالعلامات و(الكبوس المخروطي الأحمر)، ثم تأتي دورية المرور لتضع وصل الغرامة بكل سلاسة على النافذة وتذهب”. 

وتابع الشمري بالقول: “من الحالات التي شدت انتباهي أمس هي ما أن يركن أحدهم سيارته “سايد ثان” أمام أحد المكاتب حتى في لحظات تصل الدورية لتأخذ الغرامات، خصوصاً انه تم الإعلان عن تسجيل غرامات بنحو 23 مليار دينار خلال الشهر الماضي، متسائلاً: هل يا ترى هو اتفاق ام أن للصدفة دوراً؟ فعلى الحكومة وخصوصا لجان المتابعة الخاصة بمكتب رئيس مجلس الوزراء العمل على انصاف المواطن من تلك الظاهرة المستفحلة في الشوارع العامة”.

“الباب المفتوح” تؤكد من جانبها ضرورة تضافر الجهود المخلصة للجهات ذات العلاقة في المباشرة للحد من تفاقم ظاهرة استغلال الأرصفة بشكلٍ مبالغٍ فيه في عرض البضائع والسلع من أصحاب المحال التجارية، ما يعني تضييق سعة الشوارع ونزول المارة إلى الشارع العام، ما يعرضهم الى حوادث شتى، كما نلفت الانتباه الى أن التجاوزات قد أصبحت قانوناً شرعنه الشخص لنفسه بغياب الردع وعكسه

باطل.