ولادة الإمام الحسن {ع}

استراحة 2023/04/06
...

  مرتضى علي الحلي

في مثل هذا اليوم 15 رمضان على مدار التاريخ وقعت عدة أحداث تاريخيَّة، وأهمها مولد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام عام 3 هجرية. 

وأخرج الحافظ عن سودة بنت سرج قالت: كنت ممّن حضر فاطمة حين ضربها المخاض، فأتانا رسول الله "ص"، فقال: ابنتي فديتها قلنا: إنها لتجهد، قال:  فإذا وضعت فلا تحدثي شيئاً حتى تؤذنيني قالت:  فلما وضعته سررته (يعني قطعت سرته) ولففته في خرقة صفراء، فجاء رسول الله، فقال: ما فعلت ابنتي فديتها وما حالها وكيف هي؟ قلت: يا رسول الله قد وضعت غلاماً وأخبرته بما صنعت، فقال: لقد عصيتني قلت: أعوذ بالله من معصية الله ورسول الله، سررته يا رسول الله ولم أجد من ذلك بداً، فقال: إئتني به، فأتيته به، فألقى عنه الخرقة الصفراء ولفه في خرقة بيضاء وتفل في فيه وألباه بريقه (يعني أرضعه إيّاه)، ثم قال: ادعي لي علياً، فدعوته، فقال: ما سميته يا علي، فقال: سميته جعفراً، قال: لا، ولكنه حسن، وبعده حسين وأنت يا علي أبو الحسن الحسين.


استقبال النبي "ص" له

عن أم أيمن قالت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم أذَّنَ في أُذُن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلوة».

قال الإمام علي "ع": لما حضرت ولادة فاطمة، قال النبي "ص" لأسماء بنت عميس وأمّ سلمة: «أحضراها فإذا وقع ولدها واستهلّ صارخا فأذّنا في أذنه اليمنى وأقيما في اليسرى، فإنه لا يفعل بمثله إلا عصم من الشيطان»، فلما كان يوم السابع سمّاه النبي "ص" حسنا.

عن أم الفضل قالت: رأيت كأنّ في بيتي عضواً من أعضاء رسول الله "ص"، قالت: فجزعت من ذلك، فأتيت رسول الله "ص" فذكرت ذلك له، فقال: خيراً، تلد فاطمة غلاما فتكفلينه بلبن ابنك قثم، قالت: فولدت حسنا فأعطيتنيه فأرضعته حتى تحرك أو فطمته.

اختلفت الروايات الواردة في كيفية تسميته "ع" ومن قام بذلك وأصحها الرواية الآتية: وجاءت به أمّه فاطمة عليها السلام إلى النبي "ص" يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة كان جبرئيل نزل بها إلى النبي "ص" فسمّاه حسنا وعق عنه كبشا.

عن عقيل: إنّ عليا سمى ابنه الأكبر باسم عمه حمزة، وسمى حسينا بعمه جعفر، فدعا رسول الله "ص" علياً "ع"، فقال: إني قد أمرت أن أغير اسم هذين، فقال: الله ورسوله "ص" أعلم، فسمّاهما حسناً 

وحسيناً.

عن الإمام علي "ع": «لمّا ولد الحسن جاء رسول الله "ص"، فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسن». 


عقيقته وحلق رأسه "ع"

ويروى عن علي "ع": «إن رسول الله "ص" عق عن الحسن بشاة، وقال: يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة، فوزنته فكان وزنه درهما وبعض درهم».

وعق عنه رسول الله "ص" يوم سابعه بكبش، وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة. عن محمد بن علي "ع" قال: «وزنت فاطمة بنت رسول الله "ص" شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة"، وعن أبي رافع قال: لمّا ولدت فاطمة حسناً، قالت: ألا أعق عن ابني بدم؟ قال: لا، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين... ففعلت ذلك، قالت: فلمّا ولدت الحسين فعلت مثل ذلك.


تعويذ النبي "ص"

عن ابن عباس: كان رسول الله "ص" يعوّذ الحسن والحسين، يقول: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شر شيطان وهامة ومن كل عين لامة، ويقول: هكذا كان إبراهيم يعوّذ إسحاق وإسماعيل.

وروي أيضا أنه كان رسول الله "ص" يعوّذ الحسن والحسين عليهما السلام بهذه الكلمات: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة ومن كل شيطان وهامة".


شبهه "ع" بالنبي "ص"

أمّا ملامحه، فكانت تحاكي ملامح جدّه الرسول (ص) فقد حدث أنس ابن مالك قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي من الحسن بن علي،  وقد صوّر رواة الأثر صورته بما ينطبق على صورة جدّه فقالوا: إنّه كان أبيض مشربا بحمرة ادعج العينين ذا وفرة عظيم الكراديس بعيد المنكبين جعد الشعر كث اللحية كأن عنقه إبريق فضّة وهذه الأوصاف تضارع أوصاف النبيّ (ص) حسب ما ذكره الرواة من أوصافه (ص)، وكما شابه جدّه في صورته فقد شابهه وماثله في أخلاقه الرفيعة. 

رأى النبيّ (ص) أن سبطه الحسن (ع) صورة مصغّرة عنه، يضارعه في أخلاقه، ويحاكيه في سمو نفسه، وانّه قبس من سناه، يرشد أمّته من بعده إلى طريق الحقّ، ويهديها إلى سواء السبيل، واستشف (ص) من وراء الغيب أن كلّ ما يصبو إليه في هذه الحياة من المثل العليا سيحقّقه على مسرح الحياة، فافرغ عليه أشعة من روحه العظيمة، وقابله بالعناية والتكريم، وأفاض عليه حنانه وعطفه، من حين ولادته ونشأته، عن علي "ع" قال: «الحسن أشبه برسول الله "ص" ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله "ص" ما كان أسفل من ذلك».


دررٌ من مواعظه وحكمه

1. لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل بينهما للاعتذار طريقاً.

2. المزاح يأكل الهيبة، وقد أكثر من الهيبة الصامت.

3. الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العودة.

4. هلاك المرء في ثلاث: الكبر والحرص والحسد، فالكبر هلاك الدين، وبه لعن إبليس، والحرص عدو النفس، وبه أخرج آدم من الجنة، والحسن رائد السوء، ومنه قتل قابيل هابيل.

5. فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها.

6. ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد.

7. علم الناس علمك، وتعلم علم غيرك، فتكون قد أتقنت علمك، وعلمت ما لم تعلم.

8. إرض بما قسم الله سبحانه لك تكن غنياً.


زيارته "ع" في يوم الاثنين

(السلام عليك يابن رسول ربّ العالمين، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا صراط الله، السلام عليك يا بيان حكم الله، السلام عليك يا ناصر دين الله، السلام عليك أيها السيد الزكي، السلام عليك أيها البرّ الوفي، السلام عليك أيها القائم الأمين، السلام عليك أيها العالم بالتأويل، السلام عليك أيها الهادي المهدي، السلام عليك أيها الطاهر الزكي، السلام عليك أيها التقي النقي، السلام عليك أيها الحق الحقيق، السلام عليك أيها الشهيد الصديق، السلام عليك يا أبا محمد الحسن بن علي ورحمة الله وبركاته).