أربيل: كولر الداودي 

وسط أجواء ملؤها الإيمان والخشوع يتوافد آلاف الزائرين على مسجد الكوفة المعظم في ليالي شهر رمضان، وقد يكتظ المسجد وأروقته والمزارات الملحقة بهِ بتلك الجموع الغفيرة القادمة من مختلف محافظات العراق ومن خارجه حيث الأجواء الروحانية في هذا المسجد المبارك الذي قال فيه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: "لقد حباكم الله بمصلاكم هذا فهو مصلى آدم ونوح وإبراهيم ومصلاي ولو علمتم ما لعظمة مسجد الكوفة لأتيتم حبواً ولو علو الثلج".

ويحدثنا الشيخ هادي زنجيل رئيس قسم الشؤون الدينيَّة عن ليالي رمضان في مسجد الكوفة ويقول: "في هذا الشهر يكون التوافد على مسجد الكوفة بشكل كبير جداً حيث اعتادت الناس على حضور الختمات القرآنية المرتلة النهارية والختمات المسائيَّة في هذا المسجد المبارك حيث نشاهد في هذه الختمات أبرز قراء القرآن الكريم وتكون بإشراف دار القرآن".

وأوضح أنَّ "بداية المراسيم المسائيَّة في مسجد الكوفة المعظم تبدأ من الساعة الثامنة مساءً وتكون في قراءة الأدعية المأثورة في شهر رمضان المبارك ومن بعد ذلك برنامج المنبر الفكري اليومي ومن بعده تأتي محاضرات الوعظ والإرشاد التي تستمر لمدة ٤٥ دقيقة يشارك فيها أبرز الخطباء وأساتذة الحوزة العلميَّة".

مضيفًا "تبدأ بعد ذلك الختم القرآنية المرتلة وفي النهار من شهر رمضان تكون الختمات القرآنية في محراب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه".

أما في ما يخص أيام وليالي القدر المباركة فقال الشيخ زنجيل: "أعدت أمانة المسجد برنامجاً لإحدى هذه الليالي المباركة، وبعدها تحيي الجموع المؤمنة الذكرى الأليمة لاستشهاد سيد الأوصياء والمشاركة في مجلس العزاء السنوي الذي تقيمه الأمانة والذي يستمر لثلاث ليالٍ متتالية بمشاركة خطباء ورواديد المنبر الحسيني".

وبين "اهتمام أمانة مسجد الكوفة المعظم بإحياء شعيرة الاعتكاف وهي من الطقوس الدينية المميزة في شهر رمضان، إذ تتضمن الابتهال والدعاء وقراءة القرآن وهناك أحاديث تركز على أنْ يكون الاعتكاف في المسجد الحرام أو مسجد النبي أو مسجد الكوفة الذي يرتاده المصلون من العراق وخارجه للاعتكاف في هذا الشهر".

ويتميز مسجد الكوفة عن المساجد الأخرى، فهو مدرسة عظيمة تخرج فيها آلاف العلماء في الفقه والحديث واللغة والنحو وازدهر فيها الخط المعروف بالخط الكوفي والذي دون به القرآن الكريم بالقرون الثلاثة الأولى من الهجرة. وأمانة  مسجد الكوفة المعظم هيأت للاعتكاف ما يلزم من أماكن خاصة للمعتكفين وكذلك وجبات إفطار ووجبات السحور وكل ما يحتاجه المعتكف من مفروشات ومكان للمنام وتستمر شعيرة الاعتكاف لمدة عشرة أيام في العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك".

أشار الشيخ هادي زنجيل الى أنَّ عدد المعتكفين يبلغ أكثر من ١٠٠٠ معتكف وتقوم أمانة المسجد بتجهيزهم ما يحتاجون اليه".

وفي نهاية حديثه قال: "ندعو الله سبحانه وتعالى بحق هذه الليالي المباركة أنْ يجعل هذا الشهر خيراً وبركة على بلادنا الحبيبة ويحمي شبابنا ويوفقنا لمرضاة الله تبارك وتعالى وطاعته وخدمة المؤمنين".