ليلة القدر.. سيدة الليالي

استراحة 2023/04/10
...

ليلة القدر، هي إحدى ليالي شهر رمضان وأعظمها قدراً، حيث ورد في القرآن الكريم أنها ﴿خير من ألف شهر﴾، وأنها الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن.

يعتقد المسلمون أن في هذه الليلة تقدر أمور العباد، وفيها ﴿يفرق كل أمر حكيم﴾، وقد وردت روايات كثيرة في فضلها، منها عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: "شهر رمضان سيد الشهور، وليلة القدر سيدة الليالي"، وأن الملائكة تنزل إلى الأرض، وأن الله یغفر ذنوب عباده في هذه الليلة.


وقع خلاف في تحديد هذه الليلة من بين ليالي السنة، ولكن تُطلب بحسب الروايات الواردة في شهر رمضان أنها في العشرة الأخيرة منه، كما تؤكد الأخبار على ليالي 19 و21 و23 من الشهر.

القدر في اللغة: عبارة عمّا قضاه الله وحكم به من الأمور. وقيل: هو كون الشيء مساوياً لغيره من غير زيادة ولا نقصان، وقدّر الله هذا الأمر بقدره قدراً: إذ جعله على مقدار ما تدعو إليه الحكمة.

هناك أسباب ذكرت في الروايات عن أهل البيت عليه السلام لتسمية ليلة القدر، منها: أن الله قدّر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة،. كما أن فيها رأس السنة التي يُقدّر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة،. ومنها أيضاً: أنه أنزل فيها كتاب ذو قدر إلى رسول ذي قدر، لأجل أمة ذات قدر، على يدي ملك ذي قدر. وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أن في هذه الليلة قدّرت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، وفضلاً عنه تم تقدير السماوات والأرض.

ليلة القدر هي أفضل وأهم ليلة من السنة في الثقافة الإسلامية. بناءً على رواية عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم تكون ليلة القدر موهبة من المواهب الإلهية للمسلمين ولا يحظى بها أمة من الأمم السابقة.

خُصّصت سورة كاملة في القرآن الكريم، لوصف هذه الليلة والإشادة بها، وقد سُميت هذه السورة بهذا الاسم (سورة القدر). ذُكر في هذه السورة قيمة ومكانة وأهمية ليلة القدر، وأنها أفضل من ألف شهر،. كما أن الآيات 1 - 6 من سورة الدخان تتحدث أيضاً عن أهمية هذه الليلة والوقائع التي تحدث فيها.

وفي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام: أن أفضل الشهور هو شهر رمضان، وأن قلب شهر رمضان ليلة القدر. وكذلك نُقل عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: أن ليلة القدر سيدة الليالي. وبحسب المصادر الروائية والفقهية، فإن ايام القدر ذو فضيلةٍ وقيمة عالية.

وقد ورد في بعض الروايات أن فاطمة عليها السلام هي سر ليلة القدر،. ومن عرف فاطمة عليها السلام بشكلٍ كامل فقد أدرك ليلة القدر أيضاً.

تشير الآية الأولى من سورة القدر والآية الثالثة من سورة الدخان إلى نزول القرآن ليلة القدر. يعتقد المفسّر محمد عبده أن بداية نزول القرآن تدريجياً في شهر رمضان،. لكن أكثر المفسرين يعتقدون نزول القرآن على قلب النبي صلی الله عليه وآله وسلم دفعة واحدة من البيت المعمور، ويُسمى هذا النزول بالنزول الدفعي للقرآن الكريم. يذكر الإمام الباقر عليه السلام في بيان الآية الرابعة من سورة الدخان أنه في كل سنة في هذه الليلة يُكتب مصير وتقدير السنة المقبلة لكل إنسان. وعلى هذا الأساس في بعض الروايات يعتبر أن ليلة القدر بداية السنة.

بحسب بعض المصادر الإسلامية، فإن ليلة القدر هي ليلة خاصة من الرحمة الإلهية وغفران الذنوب، والشيطان في هذه الليلة قد غُلّ وقُيّد في السلاسل، كما أن أبواب الجنة تُفتح للمؤمنين. ورد عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: "من أحيا ليلة القدر وهو مؤمنٌ بيوم القيامة غُفر له ذنوبه جميعاً". بحسب آيات سورة القدر تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر. وطبقاً لبعض الروايات، فإنهم يذهبون ويُبلغون الإمام عجل الله تعالى فرجه. بتقدير السنة المقبلة، والإمام هو واسطة الفيض وبحسب مشيئة الله، فإنه يُعطي كل شخص حقه ومصيره لكل سنة، وما قُدّر له.