بيروت : جبار عودة الخطاط
مازالت تداعيات رشقات الصواريخ التي انطلقت من جنوب لبنان على مواقع إسرائيلية وقصف الأخيرة قصبات لبنانية تتفاعل؛ فقد أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأن التحقيقات بينت أن مُطلق الصواريخ من الجنوب، جهات غير منظمة، وهي عناصر غير لبنانية، بينما ذكرت مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة جان مراد أنها سلّمت كتاب شكوى لبنان إلى كلٍ من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عدَّ أمس الأحد، أن "كل ما يقال عن غياب وعجز حكوميين حيال إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على مواقع إسرائيلية يندرج في إطار الحملات الإعلامية والاستهداف المجاني، لأنه منذ اللحظة الأولى لبدء الأحداث في الجنوب، قمنا بالاتصالات اللازمة مع جميع المعنيين، ومع الجهات الدولية الفاعلة بعيداً عن الأضواء، لأن هذه المسائل لا تُعالج بالصخب الإعلامي أو بالتصريحات".
وأضاف أنه أوعز إلى وزارة الخارجية "بالتحرك على خط موازٍ وإجراء الاتصالات المناسبة، وعندما تمت المعالجة المطلوبة أدلينا بالموقف الدقيق والواضح، وخلال الأزمة كنت أعقد اجتماعاً مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو وطلبنا منه الضغط على إسرائيل لوقف أي عمليات تؤدي إلى مزيد من التوتر في الجنوب".
وتابع ميقاتي: "كما شددنا على أن لبنان يرفض مطلقاً أي تصعيد عسكري من أرضه واستخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبَّب بزعزعة الاستقرار القائم"، وقال: "لقد تبيّن من التحقيقات الأولية التي قام بها الجيش أن من قام بإطلاق الصواريخ، ليست جهات منظمة، بل عناصر غير لبنانية، وأن الأمر كان عبارة عن ردة فعل على العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة".
وأكد أن "العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والانتهاك المتمادي للسيادة اللبنانية أمر مرفوض، وقد قدمنا شكوى جديدة بهذا الصدد إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن الدولي".
إلى ذلك، سلمّت المندوبة الدائمة بالوكالة لدى الأمم المتحدة في نيويورك جان مراد، أمس الأحد، كتاب الشكوى الذي وجهته وزارة الخارجية باسم الحكومة اللبنانية إلى كلٍ من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وقد حذّرت السلطات اللبنانية في الكتاب من خطورة التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، لا سيما القرى الواقعة في الجنوب اللبناني، وأكد لبنان حرصه على العمل لسحب فتيل الفتنة والدعوة إلى تهدئة النفوس، محملاً إسرائيل مسؤولية تداعيات أيّ تصعيد من شأنه أن يفجِّر الأوضاع على الحدود اللبنانية الجنوبية.
وفيما أكد لبنان تمسُّكه بسياسة "ضبط النفس" انطلاقاً من وعيه لأهمية الاستقرار والهدوء ومن حرصه الثابت على الوفاء بالتزاماته الدولية، إلاّ أنّه دان الاعتداءات التي نفذتها إسرائيل فجر الجمعة على مناطق في جنوب لبنان، والتي عرَّضت حياة المدنيين وسلامة الأراضي اللبنانية للخطر، وقد اعتبرها عملاً عدوانياً فيه انتهاك صارخ لسيادة لبنان، وتهديداً للاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني، وخرقاً فاضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وتهديداً للسلم والأمن الدوليين، وأكدت السلطات اللبنانية رفضها استعمال أراضي لبنان كمنصَّة لزعزعة الاستقرار القائم مع احتفاظه بحقه المشروع بالدفاع عن النفس.
في غضون ذلك، أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي أنّه "من دون الثقة بالحاكم لا استمرارية له في السلطة فهي مصدر قوّته، ومثل هذا الرئيس يحتاجه اللبنانيون لجمهوريتهم ليقود مسيرة النهوض من الانهيار والثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها ولا يكتسبها بالوعود والشروط المُملاة عليه".
وتوجّه الراعي، في عظة قدّاس عيد الفصح أمس الأحد، إلى المسؤولين، بالقول: "كفّوا عن هدم الدولة مؤسساتياً واقتصادياً ومالياً وعن إفقار الشعب وإذلاله وعن ترك أرض الوطن سائبةً لكل طارئ إليها وعابث بأمنها وسيادتها واخلعوا عنكم صفة القاصرين والفاشلين".