معاداةُ الـصُّـورة

ثقافة 2023/04/11
...

عن دار "خطوط" صدر كتاب "معاداةُ الـصُّـورة في المنظورين الغربي والإسلامي" للدكتور نزار شقرون، وقد جاء في تظهيرته كلمة نقتبس منها هذا التقديم:

يحيلنا سؤال قراءة الصورة على سؤال مفهوم الفنّ، ويجعلنا أمام فعل القراءة في الجمع ومفرد الفنّ على سبيل التّوهّم بجوهريّة الفنّ ومركزيّة حضور تعريفه، وهو أمر يفترض جدلا مطوّلا. ويتيح فعل الجمع، الإقرار بالاختلاف والتّغاير، ويناقض التّشابه، لذلك تولد الصّورة من طينة التّأويل وتنفتح في مجال المشاهدة على العلاقة الجماليّة التي يقيمها المتلقّي مع ما يشاهد. ويجمع الباحثون على أنّ الصّورة "نصّ"، بما هي توليفة من العناصر تنتج معنى، وإن كانت اللّغة قائمة على كلمات تحمل دلالاتها، فإنّ الأشياء والوحدات المكوّنة للصّورة تتّخذ نسقها الدّلالي من ذاتها ومن سياق علاقاتها. فدلالة الصّورة تتشبّه بالجملة وليس المفردة الواحدة، وترتبط الصّورة بحقل رموزي يتحدّد وفق تنوّع المشاهدين، فانتقال الصّورة من الشّيء إلى العلامة يولّد المعنى المختلف لدى كلّ متقبّل، وغالبا ما يجعلها تجري في ركاب التّأويل.

لهذا ما من قراءة واحدة للصّورة، بل إنّ قراءات متعدّدة تنشأ من اختلاف المقاربات النّفسيّة والاجتماعيّة والظّاهراتيّة. لكنّ التّواصل مع الصّورة بما هي تعبير بصري يطرح علينا أساسا سؤال مقاربتها قياسا بالمقاربة النّصّيّة. هل يجوز أن نقارب الصّورة بمقوّمات قراءة الخطاب المكتوب؟.