أجواء رمضان.. عبادة ومغفرة وفرح

استراحة 2023/04/11
...

 بغداد: سها الشيخلي 


لا يختلف اثنان من المسلمين على أنَّ لشهر رمضان، حضوراً لافتاً في نفس كل أفراد الأسرة؛ فهو يعني لكبار السن الصوم والرحمة والتصدق للفقراء ومواصلة التكاتف وتبادل صحون الإفطار بين الجيران وتحديد مبلغٍ من المال لمساعدة اخوتهم الصائمين، فضلاً عن توزيع صحون الفطور بين الأسر المتعففة والتي لا يسد دخلها إعداد موائد إفطار غنيَّة بأنواع الصحون المعدة للإفطار، أما الصائمون من أرباب البيوت والأسر فعليهم العبء الأكبر ليس فقط في إعداد موائد الإفطار بل أيضاً إعداد ما يلزم من مناسبات رمضانيَّة كريمة منها مثلاً ليلة القدر التي تعدُّ كنزاً ثميناً للمسلم إذا منَّ الله عليه بإحيائها، فالعبادة فيها خيرٌ من ألف شهر قال رب العزة: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ.. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ.. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ"..

أما لبقية الأسر فهي تعني الخروج بعد الافطار بقليل الى الكازينوهات وفي حلقت لتبادل الأخبار والتعرف على ما يشغل البلد من استعدادات للعيد وهل ستقوم الحكومة كما كانت سابقاً بتقديم مبلغ بسيط في رواتب الموظفين تسميه (العيدية) ولهذه العيدية وقعٌ مفرحٌ لكل من الموظفين والمتقاعدين آملين في القطاع الخاص فربما أصحاب معاملهم أكثر سخاءً.

ويبقى المتنفس الوحيد الذي لا خسارة فيه هو حلقات المحيبس هذه اللعبة الرمضانية المحببة في قلوب الصائمين ويقال إنها من زمن الخلافة العباسية، ولا ندري لماذا لا تمارس النساء هذه اللعبة ربما لأنهن يفضلن الدردشة أكثر، أما الصغار فهم على الأكثر بانتظار رجل السحور بدون منازع (أبو الطبل) ليتجمعوا حوله ويصفقوا له في مهمته هذه مع العلم أنَّهم من موظفي أمانة بغداد وبلدياتها في المحافظات وعنده ينتهي مشوار يومٍ رمضاني جميل والانتظار في استقبال العيد وملابسه الجديدة والعيديَّة التي يتبارى فيها كل من الأب والجد لكنها بالطبع تخضع لمستوى كليهما المالي وأحياناً لعدد الأولاد والأحفاد.