كنيسة كاثوليكيَّة تقدم وجبات الطعام خلال رمضان

استراحة 2023/04/11
...

  جيري هادن

  ترجمة: شيماء ميران


في اسبانيا، يحتفل المسلمون والبالغ عددهم مليوني مسلم بتناول وجبة الإفطار بمفردهم خلال شهر رمضان، لكن كنيسة {سانتا آنا} الكاثوليكية في مدينة برشلونة القديمة كان لها رأيٌ آخر، إذ تفتح أبوابها يومياً لهم لتناول وجبة الإفطار إحياءً للتقاليد والطقوس الاحتفالية لهذا الشهر الفضيل.


عادة، يقف المؤذن في المسجد ليقيم الآذان التقليدي للصلاة عند غروب الشمس، أما اليوم فيرفع الآذان في كنيسة حجرية كاثوليكية تعود الى العصور الوسطى تسمى "سانتا آنا" وتقع في مدينة برشلونة 

القديمة.

ولقداسة شهر الصلاة والصيام لدى المسلمين، عادة ما يكون فرصة للأصدقاء والعائلة للتجمّع حولة مائدة العشاء التقليدي مساءً "الافطار".

ورغم أنَّ الكنيسة التقدمية ومنذ قرون لم تستضف وجبات إفطار من قبل، لكنها تطعم الفقراء بانتظام، حتى في أحلك الظروف.

وشوهد رئيس الجامعة "بيو سانشيز" وهو يرتدي ملابس الكاهن السوداء التقليدية أثناء إداء الصلاة.

موضحاً: "يقولون إن التحديات دائما تخلق الفرص، وفي اوقات الالم والصعوبات تفتح الأبواب.

وهذه اللفتة تُظهر تقدم الحوار والضيافة بين الأديان. 

بالنسبة لنا، هذا شيء طبيعي يجب القيام به، حين نُظهر كرم الضيافة لآخرين نتعلم منهم".

عادة ما يحضر لوجبات الافطار ما يقارب ستين رجلاً، يجلسون معاً الى طاولات طويلة، ويواجهون حديقة محاطة باقواس حجرية.

لا يرغب الكثير منهم في الكشف عن أسمائهم الكاملة. 

من بينهم أحمد، مغربي بلا مأوى يبلغ من العمر 36 عاما. 

يقول ضاحكا: "ماذا افعل هنا؟.

 أنا آكل بعد الصيام طوال اليوم".

تضم قائمة الافطار المجانية، حساء لحم الضأن مع الحمص والبيض المسلوق والخبز والفاكهة المطبوخة والمقدمة من قبل طباخين متطوعين كاثوليك.

أطلق على وجبة الطعام هذه "الإفطار مع يسوع"، وقد تكون الأولى من نوعها، على الأقل بالنسبة للعديد من الأشخاص هنا.

جاءت الفكرة من "فوزية شاطي بادو" رئيسة جمعية النساء المغربيات في كاتالونيا، إذ اعتادت على تنظيم عشاء الإفطار في برشلونة: "إن تناول وجبات الطعام في الكنيسة يوضح أن الأديان موجودة لتوحيدنا، لا لتفرقنا، أمام الله، نحن جميعاً إخوة".

موضحة أنَّ أغلب الذين يحضرون الى هنا يكونون مشردين.

تقول فوزية: " التجمع في هذا الشهر الفضيل. 

وهو وقت تجمع العائلة كما لو اننا عدنا إلى المغرب". 

يبين أحد الشباب المغربي: "لا توجد وظائف، لذلك لا أستطيع دفع الإيجار في أي مكان".

وعند انتهاء الشاب من تناول الطعام شكر "ريكتور سانشيز" في طريقه للخروج. 

يشير الشاب الى أنَّه :"ينام تحت ألواح خشبية في زقاق، بعين مفتوحة. 

فهناك الكثير من الأشرار هنا. 

يسرقون منك، سيأخذون حقيبتك ومعطفك وكل شيء". 

ثم خرج مع مجموعة مسلمين، وأكد أنَّه سيعود لتناول "الإفطار الكاثوليكي" في اليوم التالي بعد سماعه الأذان.