تزامناً مع ارتفاع أسعار النفط مساعٍ لزيادة القدرة التصديريَّة للموانئ العراقيَّة

ريبورتاج 2023/04/12
...

  نافع الناجي

  تصوير: خضير العتابي


يسابق العراق الزمن لاستثمار الفورة النفطية الحالية عبر توسعة وتطوير مرافقه التصديرية المطلة على مياه الخليج العربي ضمن محافظة البصرة، لا سيما موانئه النفطية التي يجري عبرها تصدير غالبية النفط العراقي، بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً.

وبمعزل عن تواصل العمل بميناء الفاو الكبير، تبذل جهود متواصلة لتحسين أداء وموارد الموانئ التقليدية القديمة كأم قصر، وخور الزبير والعميّة وغيرها.


12 رصيفاً في أم قصر

ورويداً رويداً، بدأ العراق يقطف ثمار عمليات تطوير موانئه البحرية وتوسيعها، وفق خطة وضعت قبل ثلاثة أعوام. ونال ميناء أم قصر حصة الأسد في تلك العمليات، بعد إنشاء أرصفة رسو جديدة يبلغ عددها (12) رصيفاً، بعد أن كانت في العام 2020 تسعة أرصفة فقط.

وتعمل الحكومة على تنفيذ مشاريع جديدة، يقول مختصون إنها ستزيد من مرونة وكفاءة الأداء، الأمر الذي سيرفع من قدرة البلاد التصديرية، وتؤكد وزارة النفط من جهتها، اعتمادها خططاً جديدة بالتزامن مع متغيرات السوق العالمية وارتفاع النفط الخام إلى مستويات قياسية. 


أنابيب نفطيَّة للمستودعات

عضو مجلس النواب علي الفارس، أوضح لـ (الصباح)، أن "لدينا موانئ ومنصات بحرية تقوم بعمليات التصدير بالإضافة إلى الموانئ النفطية مثل ميناء البصرة، وميناء العميّة"، مضيفاً "هناك مشاريع لمد أنابيب من مستودع الفاو النفطي إلى الموانئ النفطية وإلى المنصات التصديرية الموجودة هناك"، لافتاً إلى قرب إنجاز الأنبوب الثالث والرابع والخامس.

من جهتها، تعمل شركة الموانئ العراقية على تحسين الأعماق التصميمية لميناء أم قصر الشمالي والجنوبي كي تكون قادرة على استقبال السفن والناقلات الضخمة وزيادة قدرة الموانئ لاستيعاب الارتفاعات المتوقعة في صادرات النفط في غضون الأشهر القليلة المقبلة.


أعماق تصميمية

وقال أنمار الصافي المتحدث الرسمي للشركة "تم تأهيل القنوات الملاحية وواجهات الأرصفة لهذه الموانئ ومنها ميناءي أم قصر الشمالي والجنوبي، وأيضاً خور الزبير"، وأضاف، أن "الأعماق التصميمية لهذه الموانئ هي 12.5 متر والآن بدأنا نصل إلى هذه الأعماق من خلال الحفر الدائم واليومي من قبل القسم البحري العراقي"، وتابع الصافي "لدينا المنصات الرحوية لتصدير النفط، وهذه المفردات مهمة جداً وهي التي تقوم بأكثر من 90 بالمئة من أعمال صادرات النفط العراقي". 

وتعمل شركة الموانئ العراقية أيضاً على تطوير رصيفين في ميناء خور الزبير الذي تم تحويله بالكامل إلى ميناءٍ نفطي، بهدف إطلاق العمل فيه بكامل طاقته وأرصفته البالغة 16 رصيفاً. وتمتلك البلاد أربعة موانئ تجارية مطلّة على الخليج العربي، فضلاً عن ثلاثة موانئ نفطية، بالإضافة إلى ميناء الفاو الكبير الذي من المؤمل أن يدخل الخدمة مطلع العام المقبل. 


خطة تطوير شاملة

المدير العام للموانئ العراقية الدكتور فرحان الفرطوسي، أوضح لـ (الصباح)، أن "التطوير الذي حدث في موانئنا القديمة سواء كان ميناء أم قصر أو خور الزبير، هو ضمن خطة مدروسة بدأناها في العام 2020 من أجل أن نرتقي بموانئنا إلى مستوى العالمية"، وأضاف "تطوير الموانئ لا يقتصر على تطوير البنى التحتية سواء كانت ساحات أو أرصفة أو طرقات، بل هناك متطلبات أممية يجب أن نتوافق معها ويجب أن نطبقها حتى نشعر العالم الخارجي بأننا جزء من هذه المنظومة الدولية". 


ساحة ترحيب وتوجه للرقمنة

ساحة الترحيب الكبرى، واحدة من أعمال التطوير التي أنجزت وتم افتتاحها، بهدف الفصل بين العمل المينائي والجمركي، تماشياً مع التحول التدريجي من بيئة العمل الورقي إلى الرقمي. 

الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني، قال :"إن ثمة إمكانيات عالية لتحويل العمل التقليدي إلى عمل رقمي، وهذا سيؤدي إلى تعجيل عمليات إخراج السلع والبضائع من الساحة الجمركية بوقتٍ قصير ربما لن يزيد عن ثلاث أو أربع ساعات في حين كان يستغرق ربما أربعة أيام أو أكثر من ذلك". 

وتأتي خطط تطوير الميناء ضمن سعي الحكومة العراقية لتنويع مصادر الدخل العام، وبالتالي تعزيز الاقتصاد المحلي بموارد جديدة خارج عائدات النفط، فضلاً عن تحويل نظام العمل بشكلٍ تدريجي داخل ميناء أم قصر من الورقي إلى الالكتروني، وهو جزء من عملية التطوير المتواصلة للميناء الذي يعد جزءاً وشرياناً حيوياً للاقتصاد العراقي الذي تعوّل عليه الحكومة لتطوير وتفعيل مختلف النشاطات الاقتصادية الرديفة لعملية التنمية والبناء في البلاد.