رحيل سعدي المصور .. خسارة لا تعوض لمسيرة الأدب الشعبي

ثقافة شعبية 2023/04/13
...

  عادل العرداوي


نعت إلينا الأخبار الأخيرة رحيل الشاعر الشعبي الرائد سعدي المصور إلى دار البقاء في يوم الاحد 2/ نيسان/ 2023، وذلك حسب النعي الصادر من جمعية الأدباء الشعبيين في كربلاء.

والمصور الذي يعد واحداً وعموداً من أعمدة القصيدة الشعبية الكلاسيكية في النصف الثاني من القرن العشرين وحتى رحيله، تعد وفاته خسارة كبيرة لمسيرة القصيدة الشعبية العراقية عموماً أولاً، وللشعر الشعبي بمنطقة الفرات الأوسط مدناً وأريافاً ثانياً..

فقد كان (أبو اسكندر) وهذا لقبه قبل أن يتزوج يوم كان يدير استوديو للتصوير(الأسود والأبيض) يقع مقابل بناية (متصرفية لواء الديوانية/ المحافظة اليوم) قطب الرحى لشعراء الديوانية والأقضية والنواحي والأرياف التابعة لها فقد كان سعدي محمد علي المصور (مختار) الشعر والشعراء الشعبيين الذين كانوا يحومون حوله، لأنه يتميز بالنشاط المتواصل، وكان أيضاً يدخل في جدالات ساخنة مع الشعراء خاصة المبتدئين آنذاك محورها عن الوزن والجرس الموسيقي المطلوب والدقيق لكل قطعة شعرية، إذ كان رحمه الله يصحح ويعدل نتاجات بعضهم ويرشدهم ويقرأ لهم نماذج من شعره الرصين المتين ومن أشعار غيره، وكان صريحاً واضحاً في نقده وإبدائه للملاحظات التي يطرحها عن هذه النقطة أو تلك ويدافع عن وجهات نظره من دون مجاملة أو خوف، ولا تأخذه في ذلك لومة لائم.

سعدي المصور عاصر جيلاً من الشعراء الكبار في مدينته الديوانية منبع (الحسچة) وخاض معهم سجالات ومناظرات جميلة ومعبرة ومؤثرة ما زالت ندية في ذاكرة القصيدة الكلاسيكية..

فقد عاصر المصور جيلاً كاملاً من الشعراء المعروفين منهم : الشيخ طاهر المصري، وحسن الشيخ كاظم، ونجم عبود السقا، وعلي جاسم الحمد (أبو قيصر الديواني ) وگزار حنتوش، وثامر العلوان، وعلي عبد الحسين الشباني، وشاكر وعزيز السماوي، وكامل العامري، ولطيف حسين، والملا علي الفيتر، وعبد الإله العامري، وكفاح عبد الحمزة، وكامل سرمك الناصري، وجواد كاظم الموزع، وجبار اسمير الحمداني، وخضير محمد الأنباري، وصالح الشرع، وحميد آل سرهيد، وعماد المطاريحي، وغيرهم ممن فاتني ذكر أسمائهم وهم بالعشرات رحم الله الراحلين منهم وأطال الله بأعمار الأحياء..

وكان المصور واحداً من مؤسسي فرع جمعية الشعراء الشعبيين في الديوانية بنهاية ستينيات القرن الماضي وتولى في دوراتها الانتخابية المتعاقبة مهمات قيادية فيها، وكانت له مشاركات متواصلة في معظم المهرجانات والاحتفالات الشعرية طيلة نصف قرن مضى في شتى المواضيع الوطنية والدينية والاجتماعية.

وكانت تربطني به رحمه الله علاقة شعر ومودة وإعجاب متبادل منذ نهاية ستينيات القرن الماضي وحتى رحيله في كربلاء التي انتقل للسكن فيها منذ سنوات خلت، وأعد محبيه أني سوف أسلط الضوء على بعض نتاجاته الشعرية في موضوع سوف أتناوله عنه لاحقاً رحمه الله.