حطام سفينة {بالمود} يكشف عن مكانة نساء انكلترا المرموقة

بانوراما 2023/04/13
...

 اليزابيث ادواردز

 ترجمة: شيماء ميران

كشف مؤرخون عن كنز دفين تعود قطعه الاثرية الى القرن السابع عشر، ويبدو أنه تجمد في الوقت المناسب على متن سفينة "بالمود"، التي بقيت تحت الماء نحو 350 عاما. وكان من بين حمولتها العديد من الأردية المحفوظة بنحو ملحوظ، ليكشف عن الاذواق والحياة اليومية لبعض النساء الثريات في ذلك العصر.

رغم ان الباحثين ما زالوا يتناقشون حول التاريخ الدقيق لغرق سفينة "بالمود"، هناك حقيقة واحدة يمكن التسليم بها، وهي ما تحمله القطع الاثرية من اسرار لا تحصى حول حياة اكثر النساء تقديرا واحتراما في انكلترا.

عُثر على حطام سفينة "بالمود" عام 2009 في بحر وادن قبالة سواحل هولندا، والتي يعتقد أنها غرقت سنة

1660. 

ويعتقد المؤرخون أنها إحدى سفن القافلة التي كانت تقل "هنريتا ماريا" زوجة الملك تشارلز الاول منطلقة من انكلترا ومتجهة الى هولندا. وورد في إحدى الرسائل من القرن السابع عشر كيفية غرق السفينة التي تحمل امتعة وملابس اثنتين من وصيفات الملكة في آذار

1642.

تذكر الرواية ان سفينة الامتعة غرقت أثناء مهمة فاشلة لبيع جواهر التاج سرا خلال الحرب الاهلية الانكليزية. وكان من بين الامتعة في الحطام، الثوب الحريري الدمشقي الذي يعود لكونتيسة روكسبورغ "جين كير" واحدة من وصيفات الملكة هنريتا.

رغم ما جاء في الرسالة عن غرق السفينة عام 1642، لكن الباحثين يعتقدون انها من المحتمل لم تبحر إلا بعد ثلاثة اعوام من هذا التاريخ. وبعد تحليل الخشب المستخدم في بناء السفينة، ونظرا لجميع المتغيرات المختلفة، تبيّن ان الاشجار لم تُقطع قبل عام 1640، ما رجح اعتقاد المؤرخين بان السفينة ابحرت لاول مرة في الفترة ما بين 1660-1645.


أهم القطع الأثريَّة

أظهر الحطام 1500 قطعة اثرية مذهلة، من بينها ملابس وكتب ذات اغلفة جلدية، ويعتقد ان الثوب المطرز باليد والرداء الدمشقي الحريري هو من اهم الملابس المكتشفة في اوروبا، إضافة إلى سترة أو قفطان على الطراز العثماني اُستخدمت حشرات قرمزية لصبغه باللون الاحمر، وهو مصدر نادر للصبغة حينها، الى جانب مجموعة من ادوات تزيين ومرآة للسيدات.

وبينما من المحتمل أن تعود الأردية غلى نساء، لكن القفطان حيّر الخبراء لكونه لا يبدو قد ارتدته النساء من قبل. والاكثر غموضا في الحطام هو غياب الملابس الداخلية كالتنورات والمشدات 

والجوارب. 

كما يصعُب معرفة الامتعة المفقودة بسبب بقاء السفينة كل هذه المدة الطويلة تحت الماء، وظهور حطامها فجأة وسط منطقة معروفة بتنوعها البيولوجي وتغيرها المستمر، إذ تمَّ العثور عليها في موقع شائع بين التُجار والبحّارة، حيث ترسو مئات السفن، وإن وقعت عاصفة فهذه السفن ذاتها ستستقر في قاع المحيط تماما مثل "بالمود".

لم يفحص الخبراء جيدا، الا عددا قليلا جدا من القطع الـبالغة 1500، والتي اُستخرجت من الحطام سنة 2014، ومع ذلك كانت الملابس الرائعة التي عُثر عليها في مقدمة المستخرجات التي تم فحصها ودراستها وحفظها للاجيال 

القادمة.

واليوم، تُعرض المكتشفات في متحف "كاب سكيل- Kaap Skil" في هولندا، ويعتقد بعض العلماء أن الملابس والمقتنيات الفاخرة مثل ادوات المائدة الفضية والكتب التي يعود تاريخها الى قرن قبل حادث الغرق، قد توحي الى ان القطع الاثرية جاءت من عائلة انكليزية ذات نفوذ سافرت لأجل منصب دبلوماسي.

وتشير التكلفة الباهظة للأردية الحريرية والقفطان المثير للإعجاب الى أن هذه الملابس تدل على ثراء ونفوذ اصحابها، ما يكشف عن نمط حياة الأثرياء الفخمة للمجتمع الاوروبي الراقي آنذاك. كما تم العثور على المزيد من المقتنيات اليومية مثل مشط القمل الخشبي الذي يثبت ان اكثر طبقة النخبة في المجتمع لم يكونوا محصنين ضد داء الضنك 

الشائع.

عن موقع ذا فينتج نيوز